حملة تطهير
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•منظمة "لنكسر الصمت" التي تجمع شهادات جنود عن عملياتهم في المناطق والتي أعضاؤها خدم أو يخدمون حالياً في الجيش الإسرائيلي، أصبحت تصنف بأنها متعاونة مع الإرهاب. وتعتبر منظمة "بتسليم" التي توثق الاعتداءات التي يتعرض لها الفلسطينيون من جانب الإسرائيليين ومخالفات الحكومة بحق السكان الواقعين تحت الاحتلال، ومنذ زمن طويل، منظمة "خائنة". أما جمعيات حقوق الإنسان، إسرائيلية وعربية، فهي تعتبر في نظر الجمهور لا فائدة منها، أو متآمرة على وجود الدولة.

•إن النقد الذي يطلقه مسؤولون في القيادة الإسرائيلية مثل وزير الدفاع الذي وصف نشاط "لنكسر الصمت" بأنه "مغرض"، وقرار وزير التعليم حظر نشاط المنظمة في المدارس، أو العمل الذي لا يكل ولا يمل الذي تقوم به وزيرة العدل أييليت شكيد لتشريع قوانين تقيد نشاط منظمات حقوق الإنسان، كل ذلك يحمل طابع حملات التطهير. وتترافق هذه الحملة بتشهير يشعل شبكات التواصل الاجتماعي، ويركب موجته أفراد مثل عضو الكنيست يوآف كيش من الليكود مع قانون "المندسون"، والمنظمة اليمينية المتطرفة "إن شئتم" التي تعتبر نموذجاً مثالياً للتحريض.

•لكن ذروة حملة التطهير برزت من خلال الهجوم الوحشي على رئيس الدولة الذي كان حتى وقت قصير يعتبر "غير مهم كفاية لقتله" بحسب وصف دانييلا فايس، وأصبح الآن الشخصية الأكثر تهديداً لأمن الدولة وسمعتها الحسنة. كل ذلك بسبب مشاركته في مؤتمر صحيفة "هآرتس" في نيويورك الذي حضره مندوب عن منظمة "لنكسر الصمت". فإذا كان دم ريفلين مباحاً، فما بالك بدماء أعضاء المنظمات التي تقف كسور أخير لحماية القيم الأخلاقية للدولة!

•تنحدر إسرائيل بسرعة إلى القاع حيث توجد الدول الأكثر ظلامية، وينتاب زعماؤها جنون العظمة الذي يتميز به زعماء الدول الاستبداديون. وهؤلاء الزعماء مثل نظرائهم الإسرائيليين، لا يقلقون على حقوق الإنسان إنما يؤمنون بأن إخفاء الحقيقة سيساعد في المحافظة على السمعة الطيبة لدولتهم. وبالنسبة إليهم، فإن ملاحقة المنظمات وكم أفواهها سيخفيان مظالمهم. هذا هو تفكير "دولة في قفص مغلق" حيث المنظمات والجمعيات ليست هي فقط التي يجب سحقها، وإنما الإعلام أيضاً يجب أن يصمت صمتاً مطبقاً أو أن يصبح بوقاً للدولة. 

•في مواجهة الزعماء الإسرائيليين الذين يرسخون بسياستهم السمعة السيئة لإسرائيل في العالم، تشعّ منظمات حقوق الإنسان نوراً ضئيلاً، لكن مهماً، وتحافظ على جذوة الديموقراطية. يتعين علينا أن نحمي هذه المنظمات من كل سوء ومساعدتها في نشاطها والانضمام إلى صفوفها. إن هذا نضال ودفاع عن هوية المواطنية الإسرائيلية في مواجهة زعامة انطلقت في حملة صيد ضد الذين يحاولون الدفاع عن حقوق الناس.

 

 

المزيد ضمن العدد 2276

هارتس