إرث "حماس": التخلي عن الشارع الفلسطيني لصالح الإرهاب
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

•بمناسبة الذكرى السنوية لقيام "حماس"، أطلقت الحركة شريطاً آخر من أشرطتها الدعائية. وهذا الشريط الذي من المفترض أن يشكل دعاية لها بين الفلسطينيين، بدا وكأنه داخل في منافسة مع أشرطة داعش: عرض للوسائل القتالية، والوحدات المقاتلة، وعدد الهجمات، وإطلاق الصواريخ، وقتل جنود إسرائيليين وخطفهم. وفي الحقيقة، يشكل هذا الاستعراض للقوة والكراهية دليلاً على الواقع الذي تواجهه إسرائيل. منظمة إرهابية أقامت دولة إرهابية بطريقة ممنهجة وممأسسة على مدى سنين طويلة. تنظيم يتقاسم معنا حدوداً مشتركة ويقوم بهجمات ضدنا ليلاً ونهاراً. 

•تعلن "حماس" أنها نفذت أكثر من 80 هجوماً ضد إسرائيل، وأطلقت نحوها أكثر من 15 ألف صاروخ. كل ذلك بهدف واضح هو قتل أكبر عدد ممكن من المواطنين الإسرائيليين، صيفاً بعد صيف، وسنة بعد سنة، وتحديداً منذ أنهت إسرائيل "احتلال" غزة. ليس هناك تحالف دولي يدعو إلى القضاء عليها. وحتى إعلان "حماس" منظمة إرهابية، فإنه بدأ بالتصدع في مؤسسات الاتحاد الأوروبي. ويصنف قصف إسرائيل من الجو والرد الإسرائيلي على أنه "جرائم حرب". والأدهى من هذا كله دعوتنا المتكررة إلى إجراء مفاوضات مع "حماس". علاوة على ذلك، فقد دفع الانسحاب من غزة زعماء العالم إلى الضغط على إسرائيل للقيام بخطوة مماثلة في يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، الأمر الذي يمكن أن يتسبب بضرر لا يمكن إصلاحه، ولن ينتهي فقط بقيام سلطة جديدة لـ"حماس" هناك، وإنما أيضاً بجلب داعش إلى مشارف غور الأردن.

•ومع تزايد الإحباط من النفاق أو ربما الجهل العالميين، لا يجوز أن ننسى أن هذا الوحش سيطرعلى غزة من خلال انتخابات ديموقراطية، فرضتها الولايات المتحدة على إسرائيل بعد الانفصال عن غزة [سنة 2005]. فقد أصر الأميركيون على إجراء انتخابات "حرة" وديموقراطية في غزة، برغم تحذيرات المسؤولين الكبار في إسرائيل، وحتى مندوبو أبو مازن. وكان الوهم أن في الامكان ترويض الارهابيين. وأنه إذا أعطوهم سكاناً ودولة وبيروقراطية سيصبحون معتدلين. والأهم من كل شيء "أن يصبح لديهم ما يخسرونه". ويبدو أن درس حزب الله في لبنان لم يُستوعب.

 

•مرت عشرة أعوام على سيطرة "حماس" على قطاع غزة، وليس هناك جانب مدني للقصة. تنظيم عسكري لا يفعل شيئاً من أجل مواطنيه، لا مدارس ولا جامعات، ولا فرص عمل، أو خدمات صحية. على العكس، فإن هذه المجالات شهدت تدهوراً بارزاً منذ الانفصال. لقد كانت "حماس" مستعدة لأن تخسر كل شيء لمواصلة الإرهاب. لذا فعندما تحرص دول العالم على تحرير غزة من الحصار المفروض عليها، وتحرير الفلسطينيين من الاحتلال، فمن الأجدى تذكيرها بأنه إذا كانت غزة واقعة تحت الاحتلال، فإنها واقعة تحت الاحتلال الإرهابي الحماسي الذي فرضته على نفسها، والذي جعلته هذه الدول ممكناً.