•بدءاً من العام 2016 ستطرأ زيادة ملموسة في ما يتعلق بـ "طول النفس" لدى الجيش الإسرائيلي - في الذخيرة، الوقود، الغذاء، قطع الغيار وغيرها. والنتيجة ستكون بالغة الأهمية لأن هذه الزيادة ستسمح للجيش بالعمل من دون أن يكون مرتبطاً بالإمدادات من مصادر خارجية، وبخوض قتال كثيف على عدة جبهات لوقت أطول من أي مرة في الماضي.
•إن هذا هو أحد الدروس الأساسية المستخلصة من جولات القتال في قطاع غزة في الأعوام الأخيرة، والتي استمرت ما بين 30 إلى 50 يوماً، وتركت الجيش مع مخازن خالية من الذخيرة في مجالات حساسة، ولا سيما الذخيرة الجوية. وتشكل هذه الزيادة أيضاً جزءاً من خطط القتال التي يعدها الجيش في حال نشوب مواجهة كثيفة مع حزب الله على الجبهة الشمالية.
•بالأمس أقيمت ندوة شارك فيها كوادر من القيادة العليا (من رتبة عقيد وما فوق) وضمت بصورة استثانية الطاقم التنفيذي- أي قادة الكتائب ونظراءهم في ذراعي الجو والبحر. وشدد رئيس الأركان غادي إيزنكوت في الندوة على أن نشاط الجيش في المواجهة الدائرة حالياً ضد الارهاب الشعبي في يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، لا يمس بجهوزية الوحدات المقاتلة على الجبهة المعقدة في مواجهة لبنان. وبالاستناد إلى كلامه، فإن الجيش لن يكرر الخطأ الذي ارتكبه في لبنان [في العام 2006]، عندما وصلت الوحدات للقتال إلى هذه الجبهة منهكة من جراء عمليات الأمن الجاري في مواجهة الفلسطينيين في المناطق المحتلة حينها.
•وبالأمس عُرضت على قيادة الجيش خطة العمل متعددة السنوات [التي تحمل اسم] خطة "جدعون" قبل أن يقرها هذا الشهر المجلس السياسي – الأمني المصغر. وفي إطار هذه الخطة أصدر رئيس الأركان أمراً إلى الجيش بتحويل الجزء الأكبر من ميزانية المشتريات نحو الإعداد للحرب. والمقصود استكمال المخزون الاحتياطي وزيادته في مجالات قطع الغيار والذخيرة والوقود، على حساب التوظيف في المشاريع الجديدة المتعلقة بوسائل القتال. سنوياً يشتري الجيش بواسطة وزارة الدفاع عتاداً عسكرياً ويستثمر في مشاريع جديدة بمبلغ يراوح بين 8 و9 مليارات شيكل. هذه السنة سيتركز الجزء الأساسي من المشتريات في مجال المخزون الاحتياطي.
•في السنة المقبلة سيستوعب الجيش سلسلة طويلة من الوسائل القتالية الجديدة، مثل الغواصة الخامسة التي ستصل إلى إسرائيل في وقت قريب، وأولى الطائرات من طراز إف-35 التي ستحط في إسرائيل في كانون الأول/ديسمبر 2016. بالإضافة إلى ذلك يبرز في سلة التعويضات التي عرضتها المؤسسة الأمنية على الإدارة الأميركية منظومات سلاح جديدة مثل طائرة في 22 – V، وهي طائرات وقود متطورة، وطائرات جديدة "شبح" ووسائل قتالية مثل صواريخ وقنابل ذكية. وبحسب رأي رئيس الأركان قبل المضي في المشاريع الجديدة سيوظف الجيش جهده في السنة القادمة في استيعاب هذه المنظومات.
•ومن الموضوعات المركزية التي طُرحت في ندوة الأمس موضوع التغيّر الجوهري الذي سيطرأ على سلاح البر خلال سنة 2016، إذ ستنتقل جميع الميزانيات المخصصة لشراء العتاد والصيانة لسلاح البر من شعبة التكنولوجيا والإمدادات العسكرية (logistics) إليه. وتعكس هذه الخطوة تعزيز سلاح البر على حساب هيئة الأركان العامة، وجعله عنصراً أساسياً في بناء القوة.
•وكان رئيس الأركان السابق دان حالوتس طالب بإحداث تغيير جوهري في مكانة سلاح البر، لكن هذه الخطوة توقفت في سنة 2006 بسبب حرب لبنان الثانية. وستبقى شعبة التكنولوجيا والإمدادات العسكرية القيادة المسؤولة عن المستودعات الاستراتيجية - مراكز الذخيرة الكبرى، ومراكز الغذاء والوقود- وستكون مسؤولة أيضاً عن نقلها إلى الجبهات المختلفة في أوقات الطوارئ.
•ووفقاً للخطط التي عرضت بالأمس، فإن الميزانيات التي ستتوفر جراء التقليصات في قيادات المؤخرة ستوجه نحو زيادة قدرات الوحدات بالمواد القتالية إلى أقصى حد. وفي العام 2016 تستطيع فرقة مقاتلة زيادة أيام القتال بنسبة عالية من خلال زيادة كبيرة في حجم العتاد والذخيرة من دون الاعتماد على التزود الخارجي. وهذا أمر حيوي في أوقات القتال في مناطق من الصعب وصول الإمدادات إليها مثل لبنان.