قال مصدر سياسي رفيع في القدس إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أوضح خلال الاجتماع الذي عقده مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري في ديوان رئاسة الحكومة في القدس قبل ظهر أمس (الثلاثاء)، أن إسرائيل لن تجمّد أعمال البناء في مستوطنات يهودا والسامرة [الضفة الغربية].
وأضاف هذا المصدر نفسه أن نتنياهو أكد أنه إذا كان المجتمع الدولي يتوقع أن تمنح إسرائيل تراخيص بناء للفلسطينيين في مناطق "ج" التي تتولى السيطرة الكاملة عليها من الناحيتين الأمنية والمدنية، فإن إسرائيل تتوقع بدورها أن تعترف الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بحقها في البناء في الكتل الاستيطانية الكبرى. كما شدّد نتنياهو على أن الشرط الأول لتغيير الظروف الأمنية والاقتصادية في الميدان يكمن في إعادة الهدوء في المناطق [المحتلة] إلى ما كان عليه [قبل الهبّة الشعبية الفلسطينية الأخيرة في أيلول/ سبتمبر الفائت].
وأشار المصدر السياسي الرفيع إلى أن نتنياهو قال لكيري إن الدفع قدماً بمشاريع مدنية يطالب الفلسطينيون بها مرهون بخفض مستوى العنف وبالاستجابة لحاجات إسرائيل الأمنية.
وتابع المصدر أن نتنياهو أكد أيضاً أن سبب موجة العنف الحالية يعود إلى التحريض الفلسطيني في شبكات التواصل الاجتماعي وخصوصاً في كل ما يتعلق بموضوع جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف] واتهم السلطة الفلسطينية بالمشاركة في هذا التحريض.
وأصدر ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أمس بياناً قال فيه إن رئيس الحكومة عقد اجتماعاً مع وزير الخارجية الأميركي الذي وصل إلى القدس في زيارة إلى إسرائيل ومناطق السلطة الفلسطينية تستغرق يوماً واحداً.
وأضاف البيان أنه تم خلال الاجتماع مناقشة بعض القضايا الأمنية الإقليمية وعلى رأسها الأوضاع في سورية ونشاطات تنظيم "داعش".
كما جرى بحث الخطوات الواجب اتخاذها من أجل وقف موجة العمليات "الإرهابية" التي تستهدف الإسرائيليين واستعادة الهدوء والاستقرار في المناطق [المحتلة]، بالإضافة إلى سبل توطيد التعاون الأمني بين إسرائيل والولايات المتحدة في ضوء عدم الاستقرار الذي يسود منطقة الشرق الأوسط.
وقال نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع، إن كيري صديق لإسرائيل في إطار بذل جهود مشتركة لاستعادة الاستقرار والأمن والسلام.
وأضاف أنه لا يمكن أن يسود السلام في وقت يتم فيه شن هجمات "إرهابية".
وأشار رئيس الحكومة إلى أن العالم الحر يواجه مثل هذه الهجمات التي تواجهها إسرائيل ويرتكبها متطرفون إسلاميون. وأكد أن إسرائيل تحارب "الإرهابيين" بشكل مباشر وفي الوقت عينه تكافح مصادر التحريض وتعتقد أن على المجتمع الدولي بأسره أن يدعم هذه الجهود لكونها تخدم الكفاح الذي تخوضه الحضارة ضد البربرية.
وقال كيري إن الأعمال "الإرهابية" في المناطق [المحتلة] تستحق الإدانة نظراً إلى أنها تودي بأرواح أبرياء وتعطل سير الحياة اليومية.
من ناحية أخرى انتهى من دون نتيجة الاجتماع الذي عقده وزير الخارجية الأميركي مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله الليلة الماضية.
وقال مسؤول ملف المفاوضات صائب عريقات إن كيري طلب تهدئة الأوضاع الميدانية للبدء بعملية السلام والعودة إلى المفاوضات، غير أن الجانب الفلسطيني كرر موقفه المُطالب بوقف الاستيطان والاعتداءات الإسرائيلية والإعدامات الميدانية، وبالإفراج عن الدفعة الرابعة والأخيرة من الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية منذ ما قبل اتفاق أوسلو.