•"إن وسم المنتجات التي مصدرها المستوطنات في الضفة جائزة تقدمها أوروبا للإرهاب، وخطوة لن تساهم أبداً في حل النزاع، بل ستضر اقتصادياً بصورة كبيرة بآلاف الفلسطينيين الذين يعملون في مصانع يهودا والسامرة [الضفة الغربية]". هذا الكلام الحاد لم يصدر عن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أو نائبة وزير الخارجية تسيبي حوتفلي، بل عن زعيم المعارضة عضو الكنيست يستحاق هيرتسوغ خلال الاجتماع الذي عقده مع السفير البريطاني في إسرائيل ديفيد كوري.
•وأوضح هيرتسوغ أنه يعارض بشدة خطوة وسم منتجات المستوطنات المتوقع البدء بتطبيقها الأربعاء المقبل، بعد أن ينشر الاتحاد في بروكسل تعليمات الوسم ويوجهها إلى جميع الدول الأعضاء. وشدد هيرتسوغ على أن "هذه خطوة تخدم أمراً واحداً فقط هو استمرار العداء والصراع في المنطقة." وأضاف: "إن وسم المنتجات عمل عنيف صادر عن متطرفين يسعون إلى زيادة مفاقمة الوضع، والاتحاد الأوروبي يقع في الفخ الذي نصبوه له".
•وبالأمس انضم زعيم حزب يوجد مستقبل يائير لبيد الى المنتقدين وقال: "وسم المنتجات هو قرار خطأ وفضيحة وهو غير أخلاقي".
•في هذه الأثناء تحاول وزارة الخارجية علاج هذه النكبة وتشن حملة ضد وسم المنتجات. والحجة الأساسية في الحملة هي أن هذه الخطوة هي بمثابة جائزة للإرهاب، وتذكّر بخطوات سوداء من الماضي مثل وضع نجمة داوود الصفراء [التي أجبر النازيون اليهود على وضعها]، وأن وسم المنتجات سيلحق الضرر أولاً وقبل كل شيء بالعمال الفلسطينيين الذي يعملون في المصانع الإسرائيلية ما وراء الخط الأخضر.
•ونقطة الانطلاق للحملة أمس كانت خلال الزيارة التي قامت بها نائبة وزير الخارجية حوتفلي إلى المنطقة الصناعية في برقان وبسغوت، حيث تحدثت إلى العمال الفلسطينيين قائلة: "إن الذي يريد شرق أوسط هادئاً وفيه أمل ما بالسلام، يجب عليه أن يشجع الاقتصاد المشترك. يوجد في العالم أكثر من 200 نزاع على الأرض، لكن دولة إسرائيل وحدها تعامل معاملة سيئة وتعزل من جانب الاتحاد الأوروبي، وهي الدولة التي جرى اختيارها كي يفرضوا عليها مقاطعة. إن هذه الخطوة أشبه بنزع الشرعية عن دولة إسرائيل كلها. وبالنسبة إلينا، فإن إسرائيل كلها هي التي تواجه خطر المقاطعة".
•في موازاة ذلك، قال ديبلوماسي أوروبي رفيع أمس إن القطار انطلق من المحطة، ووسم المنتجات أصبح حقيقة منتهية. وفي رأيه، فإن ما يجري موقف سياسي يريد الاتحاد الأوروبي من خلاله أن يقول إنه سئم من سياسة البناء في المستوطنات. وأضاف: "إذا أدت هذه الخطوة إلى إجبار المصانع التي تعمل ما وراء الخط الأخضر على تغيير مكان عملها والانتقال إلى داخل إسرائيل، فيجب مباركة الخطوة. إن الادعاء الإسرائيلي بأن وسم المنتجات سيضر بآلاف العمال الفلسطينيين هو حجة كولونيالية لا تفيد إسرائيل. كما أن الإدعاء بأن الاتحاد الأوروبي لا يتخذ مثل هذه الخطوات في أماكن أخرى للنزاع أمر محيّر. فعلى سبيل المثال لا نسمح أبداً بتصدير المنتجات المصنوعة في شمال قبرص إلى الاتحاد. وحتى في ما يتعلق بمنتجات المستوطنات، نحن لا نمنع تصديرها، لكننا فقط نضع وسماً عليها".