اتفاق التسوية مع شركات الغاز: الصفقة عالقة وجميعنا خاسرون
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

•هل آن الأوان لإعلان "موت" اتفاق التسوية مع شركات الغاز؟ كيف علقنا هكذا؟ هل تلاحظون كيف أن المسألة التي شغلت وسائل الإعلام كافة حتى في فترة ما قبل الأعياد، لم تعد تقلق بال أحد؟ لماذا لا يوضح وزير الاقتصاد أرييه درعي للجمهور ما هي أسباب مماطلته في اتخاذ قراره؟ هل ينتظرون تعيين المسؤول عن مكافحة الاحتكارات الجديد الذي سيكون على ما يبدو رجل قانون آخر يدخلنا مجدداً في عام إضافي من النقاشات والمماطلة؟ لماذا يرفض درعي التوقيع على الاتفاق بعد إقراره من قبل الكنيست والحكومة؟ وهو بنفسه قال إن مخطط التسوية جيد. لماذا إذاً؟ علامات استفهام كثيرة جداً من اللزوم، ومال كثير باق على الرف. بحسب تقديرات جهات اقتصادية مهمة، من شأن اتفاق الغاز - إذا أقر حالياً - أن يؤدي إلى استثمارات أجنبية بنحو 20 مليار دولار تناهز نحو 80 مليار شيكل، من خلال مشاريع اقتصادية تنفذ خلال السنوات الأربع القادمة. أليس هذا أمر يوجع القلب ولا سيما أن معدل النمو يشهد تراجعاً؟ 

•لا أستطيع أن أفهم ذلك. الاقتصاد في حال تباطؤ ولدينا مخطط تسوية وافق عليه العديد من الخبراء واعتبروه جيداً وصحيحا،ً وجميعهم ينتظرون أن يقوم وزير واحد هو أيضاً يقول إن الاتفاق جيد، بإعطاء الضوء الأخضر للعملية. 

 

•إن الحجج التي يسوقها المعارضون لاتفاق الغاز كما طرح، جرت غربلتها من دون مشاكل كثيرة. قرأت التعليقات وتمعنت فيها، ويبدو لي أنه حتى بين المعارضين "المهنيين" كانت هناك لحظة قالوا فيها: "يا للعجب، هذا نجاح باهر. لم نعتقد أن هذا الأمر سينجح بهذه السهولة". لكنه نجح. ومع ذلك، الجميع عالقون في مواقفهم مجدداً. لقد كان هناك مشروع لإصلاح التخطيط والبناء في العام 2009 بهدف تسريع الإجراءات، وبقي عالقاً في أدراج الكنيست طيلة ما يقارب العام. وتلا ذلك عدد لا يحصى من اللجان في مجال الغاز حولت كل شيء إلى مأزق لا خروج منه. والآن الاتفاق [البديل]. سيقول أصحاب النظر الضيّقة إن الأموال التي استثمرت من قبل من الخارج ستكون فائدتها استقدام شركات عالمية تقوم بتطوير البنى التحتية للطاقة، كما سيزعمون أن أسعار الغاز يمكن تخفيضها أكثر، وأن السماء لونها وردي وأن وحيد القرن يمكن أن يطير، وأن هناك دائماً بدائل أفضل. بيد أن مخطط التسوية الذي جرى التوصل إليه بعد أسابيع من جهود لا يستهان بها بذلها وزير الطاقة يوفال شتاينتز، كان بإمكانه أن يزيد خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً، أي خلال نحو عام ونصف العام، إنتاج حقل "تمار" بنحو 50%. وهل تعلمون إلى أي حد المصانع بحاجة ماسة الى هذا الغاز؟ فشركة كهرباء [إسرائيل] تستخدم الغاز الطبيعي بنسبة 40% فقط من مجموع وقود [إنتاج الكهرباء]، وكل زيادة في استخدام الغاز الطبيعي من شأنها أن تحقق وفراً في التكاليف. وما لا يقل أهمية عن ذلك، هو تحسين نوعية الهواء الذي نتنفسه.