كرّر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تحذيره من مغبة الاتفاق الآخذ بالتبلور بين الدول الكبرى الست [مجموعة الدول 5+1] وإيران حول البرنامج النووي الإيراني، وقال إن ما يحدث في العاصمة النمساوية فيينا في الوقت الحالي لا يمكن اعتباره انطلاقة وإنما انهيار.
ووصف رئيس الحكومة في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية أمس (الأحد)، الصفقة الآخذة بالتبلور مع إيران بأنها أسوأ من تلك التي تم التوصل إليها في حينه مع كوريا الشمالية وأفضت في نهاية المطاف إلى حصول بيونغ يانغ على ترسانة أسلحة نووية.
وأضاف نتنياهو أن التنازلات التي تُقدم إلى إيران تزداد يوماً بعد يوم وأن مئات المليارات من الدولارات التي ستتدفق إلى الاقتصاد الإيراني من جراء هذه الصفقة ستُستخدم لتصعيد النشاطات الإرهابية التي تمارسها إيران في أنحاء العالم كافة، وأكد مرة أخرى أن إيران تشكل تهديداً غير تقليدي وتهديداً تقليدياً كبيراً جداً على إسرائيل ودول المنطقة وباقي دول العالم.
على صعيد آخر بعث رئيس الحكومة بتعازيه إلى مصر حكومة وشعباً لسقوط أفراد من قوات الأمن المصرية في أثناء محاربتهم إرهاب تنظيم "داعش" الذي يعتبر عدواً مشتركاً للإنسانية جمعاء. وأشار إلى أن إسرائيل تتابع من كثب التطورات على حدودها وتتخذ الإجراءات اللازمة لحماية هذه الحدود .
وقال نتنياهو: "إننا في هذا السياق ندرك الآن أهمية الجدار الأمني الذي أقمناه في منطقة حدودنا مع سيناء والذي يصد عمليات التوغل التي يقوم بها "داعش" والتنظيمات الإرهابية الأخرى أو يعرقلها إلى حد كبير. ولهذا السبب أقمنا أيضاً جداراً أمنياً في الجولان لصد "داعش" والتنظيمات الإرهابية الأخرى التي تعمل هناك، ومثلما تعلمون شرعنا في إقامة جدار أمني في منطقة حدودنا الشرقية [مع الأردن]".
وفي المقابل استمرت في فيينا المفاوضات بين إيران والدول الكبرى الست سعياً الى إنجاز اتفاق نهائي حول برنامج طهران النووي قبل انقضاء المهلة المحددة له غداً (الثلاثاء).
وأقرّ وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الليلة الماضية بحصول تقدم في المفاوضات، لكنه أكد أن إنجاز الاتفاق مرهون بجرأة الطرفين المعنيين.
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني إن إنجاز الاتفاق النووي بين الدول الكبرى وإيران بات قريباً جداً.
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري صرح في وقت سابق بأن الوقت بات مهيأً لإنجاز اتفاق تاريخي مع إيران حول برنامجها النووي خلال الأسبوع الحالي بشرط اتخاذ القرارات الصعبة. وأضاف أنه في حال عدم إنجاز الاتفاق، فإن الولايات المتحدة مستعدة للانسحاب من المفاوضات كلياً.
بدوره أقر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بأنه ما تزال هناك بعض الخلافات بين بلاده والدول الكبرى بشأن برنامج طهران النووي. وقال في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في فيينا أمس، إنه ليس من شيء واضح حتى الآن وما تزال هناك بعض الخلافات التي يعمل المفاوضون جاهدين على تسويتها.
