من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•"إذا سقط الأسد، فإن حزب الله أيضاً سيسقط" هذا ما قاله حسن نصر الله لصحيفة "السفير" اللبنانية، غير أنه أضاف: "لكن ليس هناك إمكانية لأن يسقط الأسد". ليس واضحاً على ماذا يعتمد نصر الله في توقعاته التفاؤلية، ولا سيما أن حزب الله نفسه أعلن في الأسبوع الأخير حالة الطوارئ، وزاد من جمع التبرعات ودعا المزيد من المقاتلين إلى الانضمام إلى الصفوف من أجل ما أسماه "المعركة الحاسمة في القلمون". هذه المعركة التي انتظرت قدوم الربيع وذوبان الثلوج في هذه الجبال المرتفعة التي تشرف على الممرات الحدودية وخطوط الامداد بين لبنان وسورية، والتي يخضع جزء واسع منها لسيطرة جبهة النصرة وميليشيات إسلامية أخرى.
•إن هدف حزب الله ليس فقط إيقاف زحف قوات جبهة النصرة وداعش إلى داخل لبنان، بل أيضاً الدفاع عن محاور خطوط الامداد الحيوية بين دمشق وحمص، ومنها إلى مدينة اللاذقية التي ما يزال يسيطر عليها النظام. وعلى عكس المعارك الأخرى التي وظف فيها النظام كامل قوته من أجل استعادة السيطرة على مدن وأحياء سيطر عليها المتمردون، يجد الرئيس السوي بشار الأسد نفسه حالياً في خضم قتال شرس دفاعاً عن طرق الإمداد والتنقل التي من دونها قد تصبح قواته محاصرة من جانب قوات الثوار وسيخسر المدن التي يسيطر عليها الآن.
•هذا هو التحدي الذي تفرضه الميليشيات التي يمكن تقسيمها إلى 3 مجموعات: الجيش السوري الحر؛ جبهة النصرة المتفرعة من القاعدة؛ ميليشيات إسلامية يعمل قسم منها بالتعاون مع الجيش السوري الحر أو مع جبهة النصرة. وهذه الميليشيات التي أصبحت تسيطر على المعابر الحدودية بين سورية وتركيا والعراق والأردن، عزلت سورية مادياً واقتصادياً، فتضاءلت حركة التجارة بين سورية ولبنان بصورة دراماتيكية، وانخفضت كميات النفط الذي تنتجه سورية إلى 9 آلاف برميل يومياً (مقابل 300 ألف برميل قبل الحرب)، وأصبح تصدير البضائع من سورية إلى العراق يخضع لضرائب فرضتها داعش. كذلك، فإن البضائع التي تأتي من تركيا إلى سورية يفرض عليها دفع ضريبة إلى الميليشيات التي تسيطر على هذه المعابر.
•تهدف استراتيجية الميليشيات من خلال السيطرة على المعابر الحدودية إلى استكمال السيطرة على شرايين المواصلات الرئيسية داخل الدولة من أجل قطع خطوط الامداد التي تعتمد عليها قوات الأسد. قبل شهر كان يبدو أن هذه الميليشيات لن تنجح في تطبيق هذه الاستراتيجية، لكن بعد احتلالها مدينتي إدلب وجسر الشغور اللتين تقعان على الطريق الرئيسي بين حلب واللاذقية، استطاعت هذه الميليشيات أن تحقق انعطافة استراتيجية في ساحة القتال لم ينحصر تأثيرها في رفع معنويات المقاتلين إلى حد بعيد فقط، بل يمكن أن يؤدي أيضاً إلى تغيير سياسة دول الخليج والولايات المتحدة تجاه قوات المعارضة.
•عانت سياسة دول الخليج حيال الأزمة في سورية من عدم التنسيق ومن المواقف المتناقضة، الأمر الذي أدى إلى خلافات دبلوماسية مثل الخلاف بين قطر والسعودية. ففي وقت دعمت السعودية الميليشيات الإسلامية غير التابعة للإخوان المسلمين مثل الجيش السوري الحر، قدمت قطر الدعم العسكري والاقتصادي للميليشيات التابعة للإخوان المسلمين وكذلك فعلت تركيا. وفي العامين الماضيين كان الافتراض الذي يوجه هاتين الدولتين أنه إذا جرى تسليح وتدريب هذه الميليشيات بصورة جيدة، فإنها ستكون قادرة على الانتصار في الحرب ضد النظام في سورية. لكن الخصومات السياسية والتكتيكية بين هذه الميليشيات ودخول داعش كعنصر فاعل في المعركة وفشل المعارضة السياسية في توحيد الجبهة ضد الأسد، وزع هذه الميليشيات على مناطق نفوذ "خاصة".
•وهكذا، على سبيل المثال، سيطرت جبهة النصرة على معبر القنيطرة، واحتل الجيش السوري الحر أقسام من حلب، واحتل داعش مدينة الرقة في الشمال، وأصبحت الميليشيات الكردية قوة مستقلة تدافع عن المناطق الكردية في سورية. ويبدو حالياً في ضوء الانتصارات الأخيرة التي حققتها الميليشيات، والضعف العسكري للنظام الذي استنفد قدراته على تعبئة جنود جدد من المدنيين، أن الطريق أصبح مفتوحاً أمام توحيد قوات المتمردين. وهذا ما تحاول أن تفعله قطر منذ ثلاثة أسابيع من خلال إقناع قيادة جبهة النصرة بالانفصال عن القاعدة والارتباط بالجيش السوري الحر، أو على الأقل بالميليشيات الدينية مثل جيش الإسلام وجيش الجبهة الإسلامية (اللذين يعتبران معتدلين نسبياً) لتحظى بذلك بالشرعية من الولايات المتحدة. وإذا انفصلت جبهة النصرة عن القاعدة، تستطيع الولايات المتحدة أن تمحو اسمها من لائحة المنظمات الإرهابية وأن تسلّح مقاتليها، وكذلك أن تسمح لهم بتلقي التدريبات في الأردن والسعودية وتركيا.
•لا تستبعد جبهة النصرة التي أجرت في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي حواراً مع داعش، للعمل معاً، فكرة الانفصال عن القاعدة، إذ إنها تعتمد على مقاتلين سوريين، في حين أن القاعدة شأنها شأن داعش تعتمد على مقاتلين أجانب. علاوة على ذلك، فإن جبهة النصرة تعاونت عدة مرات مع الميليشيات الأخرى حتى إنها قاتلت داعش.
•إن الجبهة الداخلية في سورية ليست منفصلة عن الأجواء الدبلوماسية في العالم العربي والدول الغربية التي لم تنجح حتى الآن في وضع أهداف مشتركة لهذه الحرب ولا في تحديد طبيعة الحل المطلوب. وهكذا، بينما يؤكد الرئيس السيسي على أن الأسد هو جزء من الحل وأن نظامه يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار في الحوار الدبلوماسي. قال ملك السعودية سلمان يوم الثلاثاء "لا مكان ولا دور للأسد في الحل المستقبلي". في المقابل، بينما تتمسك الولايات المتحدة بسياستها الثابتة بأن الأسد فقد شرعيته فإنها لا تعارض أي اقتراح مناسب، حتى إذا جاء من روسيا أو من إيران.
•في هذه المرحلة تركز واشنطن على الحرب ضد داعش، وثمة أطراف في الإدارة الأميركية ما تزال تعتقد أن الأسد يمكن أن يكون ضرورياً في هذه الحرب. وفي هذه الأثناء خفض الأميركيون من مساعدتهم للثوار، بيد أن الولايات المتحدة لا تزال تمول جزءاً كبيراً من التدريبات لقواتهم، ولكنها تعارض إقامة منطقة حظر للطيران. وعلى هذا الصعيد اصطدمت الولايات المتحدة بالسياسة التركية التي تعتبر إطاحة الأسد الحل الأفضل وتطرح ذلك شرطاً لاستعدادها للمشاركة بشكل فاعل في الحرب ضد داعش. كما تطالب تركيا بإقامة منطقة حظر جوي فوق منطقة سورية من أجل وقف الغارات الجوية التي يقوم بها سلاح الجو السوري ضد تجمعات المتمردين وقواعدهم.
•في ضوء هذه القوى المتصارعة التي أحبطت حتى الآن احتمال التوصل إلى سياسة مشتركة عربية - غربية، يبدو أن السعودية قد تكون بمثابة القوة المنقذة (dues ex machina). ففي اللقاء الذي عقد أمس بين رؤساء دول خليجية وشارك فيه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند كضيف، تركز النقاش في جزء منه على الحرب ضد داعش، والوضع في اليمن، كما جرى بحث مستقبل سورية. ويبدو أن السعودية التي استطاع ملكها السابق عبد الله أجراء مصالحة مع قطر، تستطيع أيضاً تصحيح موقف السيسي، والتشجيع ليس فقط بالكلام، على تشكيل قوة عسكرية موحدة في سورية هدفها إطاحة الأسد.
•واهتم البيان الختامي الصادر عن الاجتماع بصورة خاصة بإعلان إقامة علاقات طبيعية مع إيران تستند إلى مبدأ عدم التدخل (أي تدخل دولة في شؤون الدول الأخرى). وعلى الرغم من الطابع المقتضب للبيان الذي يأتي قبل 10 أيام فقط من اجتماع قادة دول الخليج مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في كامب ديفيد، فإنه يلمح إلى تسليم دول الخليح بالاتفاق المنتظر مع إيران. علاوة على ذلك، قد تكون غاية البيان أيضاً إيصال رسالة إلى إيران في الموضوع السوري مفادها أن دول الخليج وخاصة السعودية مستعدة لمراجعة سياستها حيال إيران مقابل حل للأزمة السورية.
•ما هو الحل المطلوب من وجهة نظر هذه الدول؟ جاء في البيان "الدعوة إلى عقد مؤتمر للمعارضة السورية في السعودية من أجل مناقشة طبيعة "مرحلة ما بعد نظام الأسد"، مع التشديد على ضرورة أن يستجيب الحل السياسي لتطلعات الشعب السوري." متى سينعقد المؤتمر الذي كان من المفترض أن يجري في الرياض لكنه تأجل بسبب الخلافات التي نشأت بين الفرقاء في المعارضة؟ وكيف ستكون "مرحلة ما بعد الأسد"؟ هل سيتم إسقاطه بالقوة او بالاتفاق السياسي الذي ستلعب فيه إيران دوراً حاسماً؟ البيان لم يجب على جميع هذه التساؤلات، لكن الجميع ينتظر توقيع الاتفاق مع إيران في حزيران/ يونيو القادم، الذي ستمنح بعده مكانة دبلوماسية شرعية. حتى ذلك الحين سيستمر إحصاء عدد القتلى والجرحى واللاجئين السوريين المقتلعين من بيوتهم، الذين يعتمدون على الصناديق الفارغة لوكالة الإغاثة التابعة للأمم المتحدة (UNRWA)، أو على المنظمات الخيرية.