•إطلاق القذيفة الصاروخية في نهاية ذكرى يوم الاستقلال يوم إقامة دولة إسرائيل على كيبوتس في غلاف غزة وسديروت، هو إشارة إلى أن الهدوء السائد اليوم في المنطقة هش جداً. وعلى عكس المرات الماضية التي انطلقت فيها صفارات الإنذار بلا جدوى (وتبين أن سببها تجارب على إطلاق للصواريخ تقوم بها "حماس" في قطاع غزة)، كان القصف هذه المرة حقيقياً وموجهاً نحو أراضي إسرائيل، وفي هذه الأثناء تواصل قوات الأمن جهودها لتحديد مكان بقايا الصاروخ.
•لقد حدثت عملية الإطلاق قبل دقائق من الساعة التاسعة مساء، في الوقت الذي كانت فيه القيادة الأمنية تستعد للاستقبال التقليدي لوزير الدفاع بمناسبة العيد في مركز وزارة الدفاع الـ"كرياه" في تل أبيب. وجرت فوراً وبصورة طبيعية مشاورات بشأن كيفية الرد.
•منذ عملية "الجرف الصامد"، قررت إسرائيل سياسة للرد على كل إطلاق نار من القطاع. وهذا ما حدث على سبيل المثال في أعقاب إطلاق صاروخ من قطاع غزة في 20 تشرين الأول/أكتوبر 2014، حين كان الرد مهاجمة مبان تابعة لـ"حماس" في خان يونس. وردّت إسرائيل على القصف في نهاية عيد الاستقلال على الرغم من خطر التصعيد.
•في جميع الأحوال، من غير المتوقع أن يؤدي إطلاق صاروخ وحيد في نهاية العيد إلى جولة عنف جديدة، لذا يجب التعامل مع هذا الحدث بوصفه تذكيراً ببعض الحقائق الأساسية.
•الحقيقة الأولى هي أنه ليس لـ"حماس" مصلحة مباشرة في جولة عنف جديدة كبيرة ضد إسرائيل، ولذلك عمل عناصرها على منع التنظيمات الأخرى من إطلاق النار على إسرائيل من القطاع خلال الأشهر الأخيرة. وفي إحدى المرات أطلق الجيش الإسرائيلي النار من طريق الخطأ على عنصر من "حماس" أثناء قيامه بعملية إحباط لإطلاق النار وجرحه.
•لكن مع ذلك، وبرغم تفضيل "حماس" الهدوء في المدى القصير، فإن العوامل الأساسية التي أدت إلى نشوب "الجرف الصامد" في صيف 2014 لم تتغير، إذ تجد "حماس" نفسها مثل الصيف الماضي محاصرة سياسياً وتعاني من أزمة مالية خطيرة جرّاء الجهود الحثيثة من جانب مصر لمنع التهريب عبر الأنفاق التي تصل بين القطاع والأراضي المصرية. كما أن المعابر البرية مغلقة تقريباً بصورة شبه كاملة. والسلطة الفلسطينية في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] ترسل أموالاً إلى غزة بتقتير شديد، وقطر تراجعت عن دعمها لـ"حماس" في أعقاب الضغط الدولي الشديد الذي يمارس عليها.
•تستخدم "حماس" والتنظيمات الأخرى جميع الوسائل من أجل الإنتاج الذاتي للصواريخ البعيدة المدى بدلاً من تلك التي استخدمتها أو دمرها سلاح الجو الإسرائيلي خلال عملية "الجرف الصامد". إلى جانب ذلك، فإن مساعي تحديث الأنفاق مستمرة من دون توقف، وتوجد اليوم بعض الأنفاق الهجومية التي يمكن بواسطتها القيام بهجمات داخل أراضي إسرائيل، وذلك على الرغم من الجهود التي بذلها الجيش الإسرائيلي من أجل العثور على الأنفاق وتدميرها.
•إذا وصلت "حماس" إلى نقطة حيث لم يعد لديها ما تخسره، فإن إطلاق صاروخ واحد يمكن أن يتحول إلى معركة كبيرة بسرعة تفوق كل تصور.