من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•في نظرنا، تشكل إيران نووية خطراً دائماً علينا، ولا سيما بعد اتفاق الإطار الذي وقعته معها الولايات المتحدة والدول الأربع الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا، والذي يمنحها شرعية لمواصلة الاحتفاظ ببنية نووية واسعة، ويقلص إلى حد كبير الفترة التي تحتاج اليها لإنتاج سلاح نووي.
•لكن ليس هذا هو الخطر الكبير الوحيد المحدق بإسرائيل، فهناك 100 ألف صاروخ وقذيفة صاروخية يملكها حزب الله في لبنان، وجميعها موجهة نحو إسرائيل، بالإضافة إلى آلاف الصواريخ التي لدى "حماس" في غزة. وكل هذا يعرّض سكان إسرائيل إلى الخطر. لكن السؤال هو: ما هو الخطر الأكبر؟
•يمكننا تقدير خطورة التهديد من خلال محاولة تقدير التوقعات المحتملة لأي هجوم والضرر الذي سيوقعه كل سيناريو، سواء في ما يتعلق باستخدام سلاح نووي إيراني أو هجوم صاروخي من جانب حزب الله. لا يوجد طريقة لتحديد الاحتمالات الموضوعية لهذه الأحداث، لكن يمكننا أن نطرح بضعة تقديرات.
•حصول الإيرانيين على سلاح نووي سيكون له تأثير جيوسياسي سلبي على الشرق الأوسط، لكن احتمال استخدام هذا السلاح ضئيل. ومع ذلك، فإن الضرر المادي المتوقع إذا استخدم هو من حيث المبدأ لا حصر له.
•في المقابل، فإن احتمال أن يُطلق حزب الله مخزونه الصاروخي نحو إسرائيل كبير. أما النظرية التي تقول إن إسرائيل قادرة على ردعه عن القيام بمثل هذه الخطوة، فلا تقوم على أساس صلب. إن حساباً يوازن بين احتمال وقوع مثل هذا الهجوم والضرر المتوقع منه، يؤدي إلى خلاصة يجب أن تثير قلقنا.
•وفي الوقت الذي شغل البرنامج النووي الإيراني قيادتنا المدنية والعسكرية في السنوات الأخيرة وبُذلت الجهود لعرقلته، كان رد إسرائيل على خطر صواريخ حزب الله (باستثناء خطة الدفاع المدني التي وضعتها قيادة الجبهة الخلفية وتطوير منظومة "القبة الحديدية")، كان محدوداً واقتصر على نظرية ردع غير موثوقة. كما ضاعت الفرصة للقضاء على قدرة "حماس" على إطلاق الصواريخ من غزة خلال عملية "الجرف الصامد".
•سنة بعد سنة ازداد خطر الصواريخ والقذائف الصاروخية التي لدى حزب الله من ناحية العدد والمدى والدقة. وعلى الرغم من المساعي التي بذلت طوال السنوات الأخيرة لكبح شحنات السلاح من إيران وسورية إلى حزب الله، فقد ازدادت قدرة الحزب على التسبب بضرر خطير للسكان وللبنية التحتية المدنية والعسكرية في إسرائيل. ويجب أن يكون واضحاً أن الأمل بأن تستطيع إسرائيل ردع حزب الله عن استخدام هذه القدرة، لا يمكن اعتبارها بمثابة استراتيجية ملائمة.
•لقد ازداد الخطر الذي يتعرض له السكان المدنيون مع السنوات. في البداية كان هناك خطر الصواريخ القصيرة المدى على مستوطنات الشمال، وكان الرد الشامل حرب سلامة الجليل [سنة 1982] وإقامة الحزام الأمني في جنوب لبنان الذي أخرج الحدود الشمالية من مرمى الصواريخ. بعده جاء انسحاب الجيش الإسرائيلي وقابله ازدياد قوة حزب الله واتساع مدى الصواريخ التي لديه، وشيئاً فشيئاً توسع حجم الخطر وأصبح يشمل إسرائيل كلها. وقد فشلت نظرية الردع في حرب لبنان الثانية وكذلك ضد "حماس" في غزة.
•إن العامل الأول والضروري في استراتيجية ناجعة للدفاع عن السكان المدنيين في وجه خطر الصواريخ، يجب أن يستند إلى قدرة الجيش الإسرائيلي على تحييد مخزون حزب الله [الصاروخي] خلال 24 إلى 48 ساعة على الأكثر. إن مثل هذه الخطوة ستمنح إسرائيل بضعة خيارات للتخلص من هذا الخطر.