هل من المحتمل أن يجد نتنياهو نفسه مع هيرتسوغ وليفني في الحكومة مجاملة لأوباما
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•قبل شهر كتب هنا رجل معروف بأنه مقرب من رئيس الحكومة ويتحدث معه في أوقات متقاربة، أن الشيء الذي يخافه نتنياهو أكثر من الخسارة في الانتخابات هو اليوم التالي للانتخابات. ولا يعود هذا إلى المصاعب الائتلافية بل إلى خشيته من العالم. 

•لم يمر أسبوع على الانتخابات وها هو الرئيس أوباما شخصياً وليس أي مندوب عنه، يلمح إلى ضرورة "إعادة النظر" في العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة، ويتهم نتنياهو بالإساءة إلى الديمقراطية الإسرائيلية بسبب تصريحاته العنصرية ضد عرب إسرائيل الذين تدفقوا بكثافة إلى صناديق الاقتراع.

•إن كلام أوباما إلى الموقع الإخباري "هافنغتون بوست" لم يكن هدفه إحراج نتنياهو فقط، بل أن يوضح له بطريقة فجة أنه إذا شكل حكومة الـ67 عضو كنيست مع البيت اليهودي وإسرائيل بيتنا والحريديم، فإنه سيسير مباشرة نحو مواجهة مع المجتمع الدولي كله وعلى رأسه الولايات المتحدة. وبكلمات بسيطة، العالم يريد تسيبي وبوجي [هيرتسوغ] في الحكومة.

•بعد يوم غد وفي الساعة الثامنة مساء، سيزور نتنياهو مقر رئاسة الدولة ويحصل على التكليف من رؤوفين ريفلين بتشكيل الحكومة. ومن المنتظر أن تبدأ المفاوضات الرسمية مع الكتل غداً. وبينما تنشط القنوات السرية والبعيدة عن الأنظار، ليس هناك أي قناة اتصال مع رئيس المعسكر الصهيوني يتسحاق هيرتسوغ، ولا حتى محاولات للاتصال، فالخطوط مقطوعة وصامتة.

 

•إن فرضية العمل في الوسط السياسي حالياً هي التالية: إذا قرر نتنياهو أنه مهتم بجسر "الهوة الأيديولوجية" العميقة بين الليكود والمعسكر الصهيوني، فإنه يتعين عليه اتخاذ الخطوات التالية:

1-أن يقترح على هيرتسوغ حقيبة الخارجية، والمال لشيلي يحيموفيتش لا للبروفسور مانويل تراختنبرغ الذي كان ترشيحه لهذا المنصب لأسباب انتخابية. يحيموفيتش هي المفتاح لانتقال المعسكر الصهيوني إلى الائتلاف. ومن دون موافقتها فإن مؤتمر حزب العمل سيرفض طلب بوجي رفضاً قاطعاً وسيعلن نصف أعضاء كتلة العمل أنهم غير ملزمين بهذا الائتلاف. صحيح أن يحيموفيتش رفضت قبل عامين منصب وزارة المال، لكن يومها كان حزب العمل برئاستها لديه 15 مقعداً في الكنيست، أما اليوم ومع 24 مقعداً فقد اختلفت المسألة. لقد استنفدت يحيموفيتش المعارضة، وكي تعد نفسها لرئاسة حكومة مقبلة تحتاج إلى تجربة وزارية وحكومية في سيرتها الذاتية.

2-سيتعين على نتنياهو القيام بسلسلة خطوات سياسية بعيدة المدى تتعارض مع كل ما أعلنه خلال المعركة الانتخابية. وها هو بسرعة شديدة بعد مجرد يومين من 17 آذار/مارس يتراجع عن معارضته لدولة فلسطينية. فهل هو مهيأ لذلك؟ وهل فعلاً يستطيع ذلك؟ هو وحده يعرف. لكن ذلك شرط لا مفر منه، وحدها سلسلة تصريحات وتعهدات قاطعة على الصعيد السياسي تستطيع تحريك عملية إقامة حكومة واسعة.

3-سيضطر نتنياهو وهيرتسوغ إلى التوصل لحل مناسب لتسيبي ليفني. فمن الصعب أن تجد نفسها مرة أخرى في وزارة العدل ومسؤولة عن المفاوضات السياسية، ولا سيما بعدما تنشقت هواء القمة من خلال اتفاق المداورة الافتراضي الذي لفظ أنفاسه قبل يوم من الانتخابات.

•بعد هذا كله يجب أن نقول إن خطوة من النوع الذي شرحناه سابقاً ستكون صعبة التحقيق ومحفوفة بالمخاطر بالنسبة لجميع الأطراف. ففي البداية، نتنياهو مضطر لاستنفاد خيار الحكومة الضيقة، ولو فقط كي يقول لناخبيه لقد جربت لكن مطالب الشركاء مستحيلة. بعدها، قد يكون تأخر الوقت للتوجه نحو هيرتسوغ الذي ربما لا يريد إنقاذ نتنياهو، أو، لو أراد، ليس في قدرته تحقيق ذلك.

•أشخاص مقربون من رئيس الحكومة قالوا بالأمس إن نتنياهو تراوده فكرة أن يفعل ما فعله بيغن سنة 1977، أي تعيين مرشح مفاجأة من صلب معسكر الخصم في وزيراً للخارجية، الأمر الذي يعفيه من الحاجة إلى إقامة حكومة وحدة. 

 

•لقد كان الشخص الذي عينه بيغن في حكومته هو موشيه دايان الذي كان من المسؤولين الكبار في حزب العمل، وقد أنجزا كلاهما مع عيزر وايزمان السلام مع مصر. نترك للقارئ والقارئة على مسؤوليتهما مقارنة ذلك بأيامنا الحاضرة.