على الرغم من انتصار نتنياهو يستطيع موشيه كحلون فرض إقامة حكومة وحدة وطنية
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

 

 

 

 

 

•كان واضحاً خلال الأسابيع الأخيرة أن كتلة الوسط - اليمين وكتلة الوسط - اليسار سيحظى كل منهما بنحو 55 مقعداً. "المسعكر الصهيوني" والليكود كانا متقاربين في القوة، وعندما كان أحدهما يتقدم على الآخر، فهذا دائماً على حساب أحزاب أخرى من نفس كتلته. لقد كان واضحاً ان حزب "كلّنا" بزعامة موشيه كحلون سيصبح حزباً محورياً بغض النظر عن عدد مقاعده، لأنه الحزب الوحيد الذي لم يلمح إلى نيته الانضمام إلى هذه الكتلة أو تلك بعد الانتخابات.

•إن نجاح نتيناهو يكمن في حقيقة أنه لم يُهزم (على عكس ما أظهرته أغلبية الاستطلاعات في نهاية الأسبوع الأخير)، وتبقى مشكلته الأساسية خسارته لمقاعد إيلي يشاي. لكن نتائج الانتخابات لم تحمل مفاجآت فعلية، وقرار كحلون هو الذي سيحسم هذه الانتخابات. إن الانضمام إلى حكومة برئاسة الليكود يمكن أن يكون أمراً طبيعياً بالنسبة لحزب "كلّنا"، فرئيس هذا الحزب وأغلبية أعضائه في الكنيست الجديد أشخاص جاؤوا من صفوف الليكود، لكن بصورة عامة من يأتي من هذه الصفوف هو الذي عبر الخطوط، وهو لم يفعل ذلك كي يعود إلى هذه الصفوف مرة أخرى، بل ليتوجه نحو طريق مختلف. من هنا، فالعودة إلى صفوف الليكود قد تبدو كأنها اعتراف بخطأ مغادرته.

•إن مطالبة كحلون الطرفين بإقامة حكومة وحدة وطنية، والإعلان مسبقاً بأن رفض أحد الطرفين لذلك سيضطره إلى الانضمام إلى المعسكر الآخر، هي الطريق الأسهل من غيرها. وبهذه الطريقة سيظهر كحلون وكأنه رجل وحدة يكره الخلافات غير الضرورية، وسيكون من السهل جداً عليه أن يوضح لمؤيديه وجمهوره كله أنه فعل كل ما في وسعه من أجل تحقيق وحدة الشعب، وأنه "عاقب" رافضي الوحدة بالانضمام إلى خصومهم. لكن المشكلة تكمن في أنه قد ينجح في أن يفرض على الحزبين الكبيرين اقامة حكومة وحدة وطنية بالمداورة، وهنا قد يتحول إلى الخاسر الحقيقي. ففي مثل هذا الوضع لن يكون فقط من الصعب عليه الحصول على حقيبة المال، بل لن يكون هناك حينها أي سبب يدفع الحزبين الكبيرين إلى تبني برنامجه الاقتصادي. ومن المفيد هنا أن يتذكر كحلون حكومة الوحدة الوطنية سنة 1984، عندما فرض عيزر وايزمان على المعراخ تأليف حكومة وحدة وطنية ووجد نفسه في منصب غير مهم كوزير للعلوم من دون أي تأثير على حكومة استندت إلى تأييد 98 عضو كنيست.

•في رأيي ثمة خيار ثالث هو الأكثر جرأة، لكن من المحتمل أن يكون مفيداً أكثر أن ينضم كحلون إلى "المعسكر الصهيوني"  بعد ان يتعهد المعسكر بتبني مبادئ برنامجه الاقتصادي. في مثل هذه الحال ستنشأ فوراً "كتلة مانعة" تفرض على رئيس الدولة تكليف هيرتسوغ بتشكيل الحكومة. وفي أعقاب ذلك، فإن حظوظ قيام حكومة وفق شروط كحلون المسبقة ستكون كبيرة. قد لا تكون هذه خطوة بديهية بالنسبة الی شخص قادم من الليكود، لكن حتى لو ان قلبه لا يزال هناك، فإن هذه هي الخطوة الصحيحة التي يجب القيام بها.