من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•في نهاية ليلة الانتخابات، ازداد الليكود قوة وكذلك نتنياهو. صحيح أن الأحزاب الكبيرة زادت عدد مقاعدها، لكن قوة نتنياهو عظمت كثيراً، والليكود كبر. بحكم طبيعتها تثير الانتخابات الأمل والمشاعر. وحتى الانتخابات الموحلة والقبيحة والعنف الكلامي العاري عن الصحة، كلها تثير أملاً معيناً بالنصر والرضى لهذا الطرف أو ذاك. اليوم وبعد صدور النتائج الحقيقية، فإن هذا الطرف هو نتنياهو.
•لن تكون هناك حكومة وسط يسار. ومن توقع أن يرى الشخص الذي فشل ستة أعوام وجر إسرائيل إلى انتخابات مكلفة، مغادراً المنزل المتهالك في بلفور، صفعتهم النتائج التي أظهرتها العينات النموذجية [لتصويت الناخبين لدى خروجهم من صناديق الاقتراع] على وجوههم.
•خرج نتنياهو من صيف رهيب وعنيف مشبع بالكراهية دخل خلاله في نزاع مع شركائه في الائتلاف الذين تنافسوا في ما بينهم من هو الأكثر يمينية وتطرفاً، وأنهى هذه الانتخابات بالتحريض على المواطنين العرب، وبالحديث عن احتمال حكومة يمين أو حكومة وحدة وفق مشيئته.
•إن السبب الذي أدى إلى عدم حدوث الانقلاب هو أن التيارات العميقة في المجتمع الإسرائيلي تشير إلى توجه نحو التخلي الطوعي عن مفهوم المواطنة والمساواة. حتى الـ14 مقعداً التي حصل عليها أيمن عودة لن تحول دون ذلك.
•أما في ما يتعلق بيتسحاق هيرتسوغ، فقد طرأ تغيّر معين [إيجابي] علو صورتهفي صورته. لكن كل الأدرينالين في العالم لا يغير حقيقة أن هذا الشاب المهذب من حزب العمل كان يقف في مواجهة شخص مثل نتنياهو الذي صوّر نفسه وكأنه تعرض لحملة "سحق غير طبيعية"، وها هو ينجح في سحق الجمهور. والآن سيبقى هيرتسوغ المهذب والعاقل في المعارضة.
•بقاء ميرتس بالكاد على قيد الحياة لا يعني بالضرورة شطب المواطنين الذين يؤمنون بمواقفها، بل يمثل فشل زعامتها في التعبير عن نفسها في هذه الانتخابات بطريقة فعالة من أجل الحصول على دعم اليسار الموجود فعلياً، أو على دعم الذين من الممكن أن نثير في قلوبهم الإلهام والثقة كي يحسموا خيارهم.
•إن فشل ميرتس يحزن كل نصير للديمقراطية. أما فشل إيلي يشاي فيوفّر بعض العزاء. ويبدو أن درعي الذي تعهد منذ البداية بالانضمام إلى نتنياهو سوف يفي بكلامه. وهكذا يكون المنظّرون الوهميون للقومية الجديدة في منظمة "إذا شئتم" [تنظيم قومي فاشي هدفه محاربة اليسار في إسرائيل] بمساعدة الأحزاب الدينية، قد حسموا مصير الوسط واليسار.
•لقد حكم بنيامين نتنياهو إسرائيل كملك وتصرف كملك. ولا نحتاج إلى النظر إلى مئير داغان كي ندرك أن المفاهيم المتشددة والقومية التي يشجعها نتنياهو نفسه، تؤدي إلى وصم كبار المؤسسة الأمنية بأنهم "يساريون" والعقلاء بأنهم "خونة"، إذا عبروا عن رأي يختلف عن رأي الملك. وهذه ظواهر خطرة.
•ليس لا يمكن حدوث انقلاب في إسرائيل لأنه لم يعد هناك مَن بالإمكان إزاحته [عن سدّة الحكم]. فقد رضي الموطنون بوجهة نظر متشائمة، وهم معنيون بوجود حزبين كبيرين، لكنهم بالتأكيد لا يتطلعون إلى السلام.
•إن الحملة الانتخابية التي خاضها هيرتسوغ كانت منطقية نسبياً، لكن كان يمكن أن تكون أكثر فاعلية نظراً للفريق الممتاز الذي كان يعمل معه. من هنا، فإن حكومة وحدة [وطنية] ليست بالضرورة جيدة لهيرتسوغ الذي من الأفضل له أن يتزعم معارضة فاعلة، ويستطيع بهذه الطريقة بناء قاعدة واسعة تؤدي إلى انقلاب حقيقي قد يحدث بعد أربع سنوات على الأقل.