•سواء عن قصد أو غير قصد، فإن سلوك حركة ميرتس يشجع على مقاطعة دولة إسرائيل. وإذا أخذنا حادثتين وقعتا الأسبوع الأخير ندرك المقصود. الحادثة الأولى جرت لدى عرض برنامج "المستوطن" في القناة العاشرة، عندما قدم مقدم البرنامج حانوخ دوم إلى زعيمة ميرتس زهافا غالئون زجاجة نبيذ من إنتاج غوش عتسيون، فإذا بها ترفض قبول الزجاجة وتقول بوجه متجهم: "هذا صعب، إنه نوع من احتجاج شخصي منذ سنوات طويلة، فأنا لا أشتري سلعاً تنتجها المستوطنات".
•كيف نرد في مثل هذه الحال على الفلسطينيين أو على دول أوروبية اختارت مقاطعة إسرائيل؟ وماذا ننتظر منهم؟ هل ننتظر أن يكونوا أكثر عدلاً من الإسرائيليين الذين يعيشون هنا؟ في البرنامج نفسه وعندما ذكّر دوم غالئون بتصريح سابق لها قالت فيه إنها تقاطع منتجات مستوطنات الجولان، فاجأته بالقول إنها غيرت موقفها من الموضوع وهي لم "تعد تقاطع منتجات مستوطنات الجولان".
•فهل في استطاعة أحد أن يفهم منطق ميرتس؟ فأراضي يهودا والسامرة [الضفة الغربية] وأراضي الجولان تحررت في الحرب عينها التي هي حرب الأيام الستة [1967]. وموقف العالم من المستوطنات الإسرائيلية في المكانين واحد. لكن ميرتس تدرك جيداً أنها إذا وقفت موقفاً سلبياً من الجولان، فإن الجمهور الإسرائيلي سيتخلى عنها في ضوء حقيقة أن أي فكرة للتخلي عن الجولان في هذا الوقت الذي ينشغل فيه السوريون في قتل بعضهم، هي بمثابة وهم لا علاقة له بالواقع ويؤدي إلى خسارة مقاعد في الكنيست. وهنا يبرز نفاق غالئون.
•الحادثة الثانية جرت هذا الأسبوع في جامعة تل أبيب خلال الخطاب الذي ألقاه زعيم حزب البيت اليهودي نفتالي بينت أمام الطلاب. ففي مرحلة معينة تحدث عن مشكلة تطبيق القانون في بعض البلدات العربية، وعلى الفور بدأ مؤيدو حركة ميرتس في مغادرة القاعة بطريقة استعراضية.
•هذا هو موقف الأحزاب اليسارية المتشددة التي بالنسبة إليها حرية التعبير والإصغاء إلى الآخر قيم عظيمة شرط ألا يخرج الكلام عن النظرة الضيقة لليسار المتشدد. ولو كانت حنين الزعبي بدلاً من بينت هي التي تلقي الخطاب على المنصة وتقول للطلاب اليافعين إن المخربين الفلسطينيين اللذين خطفا وقتلا الشبان [اليهود] الثلاثة لم يقوما بعمل إرهابي، هل كان أنصار ميرتس سيغادرون القاعة بغضب وهم يطلقون هتافات ضدها؟ تعرفون جيداً الجواب. فهم سيبقون وسيدافعون عن حق الزعبي في قول هذه الكلمات المرفوضة.