هل يؤثر الخلاف بين نتنياهو وأوباما على المساعدة العسكرية الأميركية لإسرائيل؟
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

•هل سيؤثر الخلاف العلني بين رئيس الحكومة ورئيس الولايات المتحدة على خلفية الخطاب الذي ينوي نتنياهو إلقاءه في الكونغرس، على شبكة العلاقات الأمنية بين الولايات المتحدة وإسرائيل؟ ليس هناك جواب قاطع على هذا السؤال. لكن تفحص الأيام الأخيرة يظهر أن قنوات العلاقة بين المؤسسة الأمنية الإسرائيلية والجهاز الأمني الأميركي تواصل عملها كالمعتاد. ومع ذلك، فإن استمرار الأزمة بين الدولتين من المحتمل أن يكون له انعكاسات قد تظهر بعد بضعة أشهر.

•في هذه الأيام هناك أجواء عمل عادية بين جهازي الأمن الإسرائيلي والأميركي. وتستند شبكة العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة إلى مصالح وقيم مشتركة وهي شبكة علاقات مستقرة جداً وتشمل نقاشات استراتيجية بين الدولتين وزيارات متبادلة، وتبادل معلومات مهنية واستخباراتية بين الجيشين وبين أجهزة الاستخبارات في الدولتين. وقبل أسبوعين فقط أعلنت الولايات المتحدة أن الدولتين اشتركتا في عملية اغتيال عماد مغنية في سورية سنة 2008. ومن الممكن جداً أن يكون التعاون بين أجهزة الاستخبارات وثيقاً جداً.

•ويتواصل العمل كالمعتاد في جهاز المساعدة الأمنية التي تقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل والتي يجري عبره نقل العتاد العسكري. وفي هذا السياق، فإن الولايات المتحدة مستعدة لإعطاء إسرائيل أكثر مما تريد أن تأخذ. فقد وافقت الولايات المتحدة على أن "تبيع" (بأموال الهبة) سربين من الطائرات الحربية المستقبلية من طراز F-35 ومن طائرات V-22 أيضاً. ولم توافق هيئة الأركان العامة على شراء الطائرة الأخيرة، لكن المجلس الوزاري المصغر وافق على شراء سرب واحد فقط من الطائرة الحربية المستقبلية F-35.

•على المدى البعيد، فإن شبكة العلاقات العَكِرة بين الإدارة في واشنطن والقدس قد تؤثر على حجم المساعدة الأمنية الأميركية لإسرائيل بدءاً من سنة 2018. فمن المنتظر أن تنتهي صلاحية الاتفاق الحالي للمساعدة الأمنية  في تشرين الأول/أكتوبر 2017. وسيتعين على باراك أوباما وعلى رئيس الحكومة الإسرائيلية المقبل تقرير ما سيكون عليه حجم المساعدة في العقد المقبل.

•لقد اتضحت شبكة العلاقات السياسية العَكِرة أيضاً أثناء علمية "الجرف الصامد"، عندما حاولت الإدارة الأميركية تشجيع وساطة قطر وتركيا الأمر الذي وقفت إسرائيل ضده، كما منعت واشنطن شحنات جوية للعتاد العسكري. ونتيجة لذلك تقوم إسرائيل اليوم بإنتاج كميات كبيرة من الذخيرة من أجل تقليص الاعتماد على العتاد الأميركي الموجود في إسرائيل.

•لكن السؤال الأساسي الذي يطرح هو: هل ستؤثر أزمة العلاقة بين نتنياهو وأوباما على المسألة الإيرانية؟ اليوم هناك ثغرة كبيرة في مواقف الزعيمين حيال إيران، فنتنياهو واثق من أن الاتفاق المقبل سيسمح لطهران بالاحتفاظ بـ6000 جهاز طرد مركزي، وهو ما يجعلها على عتبة الحصول على قنبلة نووية عاجلاً أم آجلاً، في حين أن أوباما واثق من أن مقاربته هي التي أبعدت الجمهورية الإيرانية حتى الآن، عن القنبلة النووية.

 

•في المسألة الإيرانية، ثمة أمر وحيد ثابت هو مواصلة الأميركيين تقدمهم هذا الأسبوع نحو اتفاق بعيد الأمد مع إيران من دون الأخذ بموقف رئيس الحكومة في إسرائيل. وفي ما يتعلق بالمسألة الإيرانية، يمكن وصف الوضع بين الدولتين هذا الأسبوع بأن العلاقات بينهما مقطوعة.