•بدأت المعركة الانتخابية في إسرائيل تعود إلى مسار طبيعي يشبه ما هو متعارف عليه في المعارك الانتخابية طوال سنوات عديدة. وتبين أن الافتراض الخطر للإعلام بأنه يمكن تغيير الحكم من خلال نشر الإشاعات والنميمة والحكايات الصبيانية، وهم واضح. لقد أدرك الجمهور كفة خطاب المعسكر الصهيوني برعاية وسائل الإعلام وسئم محاولة غسل الدماغ الجماعية، وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة، على الرغم من ضرورة التشكيك بصحتها، فشل المساعي التي بذلها الإعلام من أجل الدفع قدماً بالمعسكر الصهيوني.
•يدفع تراجع تأييد الرأي العام إلى العلن، في مرحلة مبكرة نسبياً، التوتر بين يتسحاق هيرتسوغ وتسيبي ليفني. وقد كان في إمكان قدامى حزب العمل احتواء التنازل الذي قدمه هيرتسوغ [القبول بمبدأ المداورة في رئاسة الحكومة مع ليفني] بسبب استطلاعات الرأي المشجعة. لكن الآن وبعد أن أصبحت الصورة أكثر قتامة، برزت الحقيقة في وضح النهار. فعندما يشتري شخص سلعة بسعر مرتفع ويتبين له بعد مرور الوقت أن هذه السلعة اشكالية، فإن انفجار الغضب مسألة وقت فقط. ويمكن ان نرى صورة مشابهة لذلك داخل الطواقم الانتخابية في المعسكر الصهيوني، فالروح الشبابية التي برزت في بداية الحملة حلت محلها روح كئيبة. ويقوم يائير لبيد بإحصاء المقاعد التي تنتقل إليه من هذا المعسكر. وإذا استمر الأمر على هذه الوتيرة يستطيع لبيد بعد وقت قصير ادعاء أنه الأجدر بتمثيل اليسار في منصب رئاسة الحكومة.
•عندما تتجمع الغيوم الداكنة فوق المعسكر الصهيوني، يعود إلى استخدام سلاح التحريض القديم والصدئ. يدعي يتسحاق هيرتسوغ أنه يتعرض لحملة تشهير مثل تلك التي تعرض لها يتسحاق رابين. هذا على الرغم من أنه لم تشهد إسرائيل مثله مرشحاً لرئاسة الحكومة تدعمه وسائل الإعلام بكل قوتها.
•يجب أن تركز الانتخابات المقبلة على رؤيتين نظر تستأثران باهتمام المجتمع الإسرائيلي منذ سنوات عديدة: رؤية اليمين في مواجهة رؤية اليسار. اليمين يقول من دون كلل إنه يجب عدم تقديم أي تنازل يتعلق بأمن الدولة وضرورة توخي الحذر الدائم. وهو مقتنع بأنه تتجمع في مواجهتنا أشدّ أنواع البشر وحشية، وأن الكلام عن السلام وعن حدود 1967 يزرع أوهاماً خطرة ويهدد قدرتنا على الصمود.
•وفي مواجهة هذا اليمين يقف اليسار الذي يؤمن بسذاجة كاملة بأن أبو مازن شريك للسلام على الرغم من تحالفه مع "حماس"، وأن القدس يمكن أن تصبح عاصمة دولة فلسطين؛ وأن المطالبة بحق العودة أمر مشروع؛ ولا مشكلة في أن نضطر إلى استخدام سيارات مصفحة للوصول إلى مطار بن غوريون عندما تصبح هضاب يهودا والسامرة [الضفة الغربية] في قبضة "حماس" وداعش.
•في يوم الانتخابات سيحسم الجمهور ما إذا كنا بصدد تحقيق الرؤية الصهيونية المجيدة بالعودة إلى صهيون، أو أننا تحولنا من جديد إلى باعة متجولين يبيعون تراب الوطن هذه المرة على أبواب القدس.