نتنياهو: الاعتداءات الإرهابية في فرنسا استمرار مباشر لحرب الإسلام المتطرّف على حضارة الحرية الغربية والعالم المعاصر
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن الاعتداءات الإرهابية التي شهدتها فرنسا في نهاية الأسبوع الفائت تشكل استمراراً مباشراً للحرب التي يشنّها الإسلام المتطرف على حضارة الحرية الغربية والعالم المعاصر، وتُشن أيضاً على الدول العربية المعتدلة وعلى جماهير كاملة في العالم الإسلامي. 

وأضاف نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام مساء أول من أمس (الجمعة) تعقيباً على العملية المسلحة التي استهدفت متجراً يهودياً في باريس وأدت إلى مقتل أربعة يهود فرنسيين، أن هذه موجة هائجة من الإرهاب الذي يرسل أذرعه إلى كل أنحاء العالم، وإذا لم يصحُ العالم سريعاً فسنجد هذا الإرهاب يزداد قوة ويوجه ضربات أكثر قسوة إلى مزيد من مراكز العالم الحر وإلى أماكن أخرى.

وقال رئيس الحكومة: إن التنظيمات الإرهابية التي تنتمي إلى الإسلام المتطرف تحمل تسميات مختلفة منها "حماس" وحزب الله و"داعش" والقاعدة وجبهة النصرة والجهاد الإسلامي وبوكو حرام، لكن الدافع وراء جميعها هو الكراهية الدموية ذاتها والتشدد نفسه الذي لا يعرف الحدود. إنها تريد أن تعيد الإنسانية ألف عام إلى الوراء، إلى طغيان مظلم تحررنا منه بعد أجيال كثيرة.

وأشار إلى أن ثمة دليلاً آخر على كون هذه التنظيمات فروع لنفس الشجرة السامة هو أن إحدى وسائل الإعلام التابعة لـ"حماس" أشادت بالقتلة في باريس، وبالتالي يجب إدراك أن هذه الحرب تشن على الجميع.

وأعرب نتنياهو عن اقتناعه بأنه لو كان العالم موحداً فهذا الإرهاب لن يتغلب عليه، لكن إذا تم تجاهل جذور المشكلة الحقيقية بأن هذا الإرهاب يمارس من طرف الإسلام المتطرف الذي يريد أن يبيد الحضارة الغربية كلها بما في ذلك الشعب اليهودي، فما نراه الآن في باريس ليس إلا البداية. وأكد أن هذه التصريحات ليست للتخويف بل هذا هو الواقع وحان وقت الاعتراف به.

وقال إنه تحادث في هذا الشأن مع رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس ومع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، وأشاد بالعمل الحازم الذي قامت به السلطات الفرنسية التي قضت على الإرهابيين وامتدح شجاعة رجال الأمن الفرنسيين، لكنه في الوقت عينه أكد أن هذا لا يكفي، وأنه من أجل مكافحة الإرهاب من الضروري مسّ مصادر تمويله والعمل ضد مراكز التحريض التي تشجع على ارتكاب مثل هذا العمليات في كل أنحاء أوروبا، ومن الضروري العمل ضد الدول التي تدعم الإرهاب وتعطيه المأوى وإمكانية المرور.

وخاطب نتنياهو جميع اليهود في أوروبا قائلاً: إن دولة إسرائيل ليست اتجاه قبلتكم فحسب بل أيضاً هي بيتكم. وهذا الأسبوع سوف يجتمع طاقم خاص من الوزراء من أجل الدفع قدماً بالخطوات التي تهدف إلى زيادة الهجرة إلى إسرائيل من فرنسا ومن سائر الدول الأوروبية التي تواجه مظاهر معاداة السامية. وأي يهودي يريد الهجرة إلى إسرائيل سيُستقبل هنا بقلب دافئ وبأذرع مفتوحة. وسنساعده على الاستيعاب هنا في دولتنا التي هي دولته أيضاً.

وكان نتنياهو عقد ظهر أول من أمس اجتماعاً مع السفير الفرنسي لدى إسرائيل باتريك ميزونوف في ديوان رئيس الحكومة في القدس، وقال في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع إن إسرائيل تعرضت لمثل الاعتداءات التي تتعرض لها فرنسا، ولذا فإنها تدرك كيف تشعر. 

وأضاف أن الإرهابيين الذين أطلقوا النار على صحافيين في باريس هم على شاكلة الإرهابيين الذين يقطعون رؤوس عمال المنظمات الخيرية العاملة في سورية ويخطفون التلميذات في نيجيريا ويفجرون الكنائس في العراق ويذبحون السياح في بالي ويطلقون الصواريخ من قطاع غزة على المدنيين ويسعون إلى تطوير الأسلحة النووية في إيران. وشدّد على أن مقاضاة القتلة في باريس ليست إلا البداية ويجب أن ترفق بشن حملة واسعة النطاق على قوى الإسلام المتطرف في جميع أنحاء العالم.