الأميركيون سيحاولون ابتزاز إسرائيل مقابل استخدام الفيتو في مجلس الأمن
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

• ليس من الواضح كيف تجددت هرولة الفلسطينيين إلى مجلس الأمن مع اقتراح قرار يحدد جدولاً زمنياً لإنهاء "الاحتلال" الإسرائيلي خلال عامين. فخلال أشهر سابقة تحدثوا عن ذلك، وقالوا إنهم سيحاولون طرح اقتراحهم قبيل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في تشرين الثاني/نوفمبر أو خلال انعقادها. لكنهم في هذه الأثناء ما لبثوا أن تراجعوا عن موقفهم، ويمكن أن نفهم من ذلك أنهم فضلوا تأجيل طرح الاقتراح لسنة 2015 حين تصبح تركيبة مجلس الأمن أكثر ملاءمة لهم. وها هم فجأة يسرعون مجدداً إلى مجلس الأمن.
• ويبدو أن ما حدث في هذه الأثناء هو الانتخابات في إسرائيل. فالجميع يرغب في المشاركة في هذه الانتخابات خاصة أبو مازن والرئيس باراك أوباما. والعقدة السياسية التي تتربص بإسرائيل وتهددها من جديد في مجلس الأمن حلها بسيط جداً. فالمطلوب أن تستخدم الولايات المتحدة الفيتو ضد أي قرار يتضمن جدولاً زمنياً للانسحاب إلى حدود 67 خلال عامين: أ- لأن هذا يتعارض مع القرار 242، فإذا كنا نتذكر قرارات الأمم المتحدة قبل 65 سنة أو أكثر، فبالإمكان أن نتذكر هذا القرار الصادر قبل 47 سنة؛ ب: هناك اتفاقات أخرى، ولا يستطيع الفلسطينيون ومساعدوهم الأوروبيون اتخاذ قرار بشأن التسوية الدائمة بين إسرائيل والفلسطينيين خارج اطار المفاوضات ومن دون شروط.
• والسؤال الذي يطرح هو لماذا لا ينهي الأميركيون هذه الضجة السياسية في مهدها؟
• يخترع أوباما عدداً لا ينتهي من الأزمات من لا شيء لإزاحة نتنياهو، مدعياً التمسك بالمصالح الأساسية لإسرائيل بشأن أمنها المستقبلي. وحتى الآن تشير التقارير إلى أن الولايات المتحدة ما تزال مترددة ولم تقرر ماذا ستفعل ولا ما إذا كانت ستستخدم حق الفيتو ضد قرار مجلس الأمن الذي قدمه الفلسطينيون.
• من الصعب تصديق أن الأميركيين لن يستخدموا حق الفيتو ضد القرار المؤيد للفلسطينيين، ففي السنة الماضية جرت مفاوضات قبلت خلالها إسرائيل إلى حد ما، مقترحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وكان أبو مازن هو الذي انسحب من المفاوضات ورفض هذه المقترحات رفضاً كاملاً. فهل سيكافئ الأميركيون الفلسطينيين على رفضهم بأن يسمحوا لهم بالقيام بخطوة أحادية الجانب في مجلس الأمن يمكن أن تؤدي لاحقاً إلى فرض عقوبات على إسرائيل؟ لا يبدو الأمر منطقياً.
• سيحاول الأميركيون ابتزاز إسرائيل مقابل هذا الفيتو. وليس واضحاً ماذا يمكن أن يقدم لهم رئيس الحكومة. على ما يبدو هم يريدون مساعدة رئيس الحكومة في محاولة وضع صيغة اقتراح وسط في مجلس الأمن كي لا يضطروا إلى استخدام الفيتو. لكن رئيس الحكومة لا يستطيع الدخول في هذه اللعبة التي لا نهاية لها.
• ويحتاج أبو مازن إلى إظهار نشاط ما فيقرر مجدداً المضي نحو مجلس الأمن كي يزيل الانطباع بأنه خضع للضغوط ولم يقدم على أي عمل سياسي خلال عام كامل.
• موضوعياً، فإن هذه الضجة السياسية كلها تبدو غير منطقية. تزداد مشكلات الأوروبيين مع مسلمين متشددين، وهم يصدّرون مخربين يحملون جوازات سفر غربية إلى "داعش"، ويعود هؤلاء إلى فرنسا وألمانيا والنروج وبريطانيا.
• هناك آلاف المخربين من إنتاج أوروبا يسافرون إلى سورية والعراق من أجل وضع التعليم الأوروبي الذي حصلوا عليه في خدمة مشروع القتل الجماعي. لكن برغم ذلك يشعر الأوروبيون بالثقة المعنوية والأخلاقية للاعتراف بالدولة الفلسطينية، دولة عربية جديدة لم تكن موجودة ولن توجد، وذلك بينما تتحدث التقارير عن زيادة التأييد لـ"داعش" في الأردن تحديداً. لا تستطيع إسرائيل الانسحاب من الضفة الغربية، ومن الواضح أنه إذا انسحب الجيش الإسرائيلي منها ومن غور الأردن، فإن البلد سيمتلئ بـ "داعش" و"حماس"

 

المزيد ضمن العدد 2034