•[أجرت الصحيفة مقابلة مطوّلة مع وزير الداخلية غلعاد إردان (44 عاماً) من حزب الليكود وعضو كنيست منذ 12 عاماً، وطرحت عليه عدداً من الأسئلة بشأن الانتخابات المقبلة وغيرها من الموضوعات، نقتطف بعض ما جاء فيها].
•كانت لديكم إمكانية لتشكيل حكومة بديلة تحظى بتأييد 61 عضو كنيست بالتحالف مع البيت اليهودي وحزب إسرائيل بيتنا، وشاس، ويهدوت هتوارة، لماذا لم تحاولوا؟
•"لم أتدخل شخصياً في جميع هذه المحاولات وبالتالي لا يمكنني التحدث عنها. في الانتخابات هناك دائماً مجازفة وليس هناك أمر مفروغ منه، ويتعين علينا أن نشرح للجمهور ونقنعه. وأنت ترى في الأيام الأخيرة منذ بدء الحديث عن تقديم الانتخابات، الهجوم الذي تشنه وسائل الإعلام على رئيس الحكومة وعلى الليكود".
•هل تعتقد أن وسائل الإعلام وحدها تعطي الانطباع بأن الانتخابات ستحمل مفاجآت، وأن الجو وسط الجمهور مختلف؟
•"من الواضح أن المواقف السلبية والانتقادات الحادة تؤثر في الجمهور. لكنني برغم ذلك مقتنع بأن مواقف نتنياهو والليكود في المجالين الأمني والاقتصادي تحظى بأغلبية كبيرة وسط الجمهور الإسرائيلي".
•يدّعي عدد من الوزراء السابقين في الليكود ومن بينهم دان مريدور، أن الليكود بات متطرفأ وقد انتقل إلى اليمين، فهل هذا صحيح؟
•"لقد كان الليكود على الدوام حزب الوسط اليميني. ولا أعتقد أن شيئاً تغير في هذا الصدد. ففي الليكود توجد مجموعة متنوعة من الآراء، هذا هو حزب السلطة. إن جزءاً من حملة نزع الشرعية يقوم به معارضو الليكود بادعائهم أن الحزب أصبح متطرفاً وأكثر يمينية. وهذا كلام لا طائل منه ويهدف إلى إخافة الجمهور. يبدو أن هؤلاء الأشخاص لا يرون ما يحدث في الشرق الأوسط. فالجمهور كله انتقل إلى اليمين عندما رأى أن كل ما قاله الليكود في العقود الأخيرة يتحقق. لقد تبدد كل الكلام الفارغ عن الربيع العربي وعن شرق أوسط جديد. ليس الليكود من انتقل إلى اليمين، بل هو الواقع الذي يفرض علينا استخلاص النتائج. لدى رئيس الحكومة سياسة متوازنة ومسؤولة في الموضوعات الخارجية والأمن. وكل من في الليكود يدرك ذلك".
•ألا تشعر بالقلق عندما ترى شخصيات نوعية مثل بني بيغن، ودان مريدور، وميخائيل إيتان، وموشيه كحلون يستقيلون من الليكود؟
•"إن الجهاز السياسي اليوم بأكمله تقريباً من الليكود، إيهود أولمرت، وتسيبي ليفني، وشاوول موفاز، وحتى دان مريدور. وهؤلاء لم يستقيلوا من الليكود، لكنهم لم ينتخبوا من جديد. أنا في الليكود منذ 20 عاماً، والدولة مثل الشرق الأوسط ومثل أجهزة الهواتف الذكية تمرّ بتغييرات. هناك أشخاص تؤثر هذه التغييرات في مواقفهم مثل أولمرت ومريدور وليفني الذين انتقلوا إلى اليسار، وليس الليكود انتقل إلى اليمين، فالليكود اليوم أقل يمينية من الماضي. وخلال حياته صدرت عن إسحاق رابين كل أنواع التصريحات التي كان بعضها أكثر يمينية من مواقف الليكود الحالية".
•بوصفك عضواً في المجلس الوزاري الأمني المصغر، هل أنت راض عن نتائج عملية الجرف الصامد في غزة؟
•"لا يمكننا أن نحكم بعد على نتائج عملية الجرف الصامد التي كان هدفها تحقيق الهدوء والردع. وأعتقد أننا حققنا الردع، لكن من الصعب أن نعرف بدقة كم سيستمر هذا الهدوء، لأن الطرف الثاني يشمل مسلمين متشددين، والقرارات التي تصدر عن هذه التنظيمات ليست دائماً عقلانية مئة في المئة، لكنني آمل أن يستمر الردع فترة طويلة. لقد أثبتت إسرائيل أنها لا تتردد في التوغل البري، وأنها قادرة على مواجهة تنظيم إرهابي يختبئ وسط سكان مدنيين ويستغل قوانين الحرب الدولية ووثيقة جنيف. مما لا شك فيه ان المواجهة اليوم مع حماس أصعب من الماضي لأنها موجودة في الحكم، وقام أعضاؤها في تهريب السلاح من مصر عبر مئات الأنفاق التي حفروها خلال فترة حكم حسني مبارك الذي لم يبذل جهداً حقيقياً لإغلاقها. في ظل هذا الواقع الصعب، نجح رئيس الحكومة في خوض معركة استمرت 50 يوماً داخل أماكن مكتظة بالسكان المدنيين من دون أن يوقفه العالم أو يتخذ مجلس الأمن قرارات ضده، وهذا إنجاز مهم للغاية. من الواضح أن حماس تلقت ضربة قاسية في العملية. لقد أثبتنا أننا لا نتردد في تدمير ناطحات سحاب وأبنية شاهقة عندما نضطر إلى ذلك بحثاً عن زعماء الحركة. واليوم يأتي مندوبون عن جيوش في دول غربية كي يتعلموا منا كيفية خوض مواجهات عسكرية وسط سكان مدنيين في وضع معقد".
•هل التقصيرات التي برزت في الجرف الصامد مثل ناقلات الجند التي تعطلت، والقتلى الذين سقطوا للجيش في أماكن الدخول إلى المعركة، والتسريبات عن المجلس الوزاري يجب أن تثير قلقنا وتتطلب محاسبة داخلية في الجيش الإسرائيلي؟
•"إن الافتراض هو أن التسريبات كانت من عمل وزراء وليس من عمل محترفين، مما يفرض علينا ان نجري نقداً ذاتياً ونستخلص النتائج. أما في ما يتعلق بالتقصيرات التي برزت في عمل الجيش، فمن الطبيعي في كل حرب أن تبرز أخطاء وتقع حوادث، لأن الذين يستخدمون السلاح بشر وهم عرضة للضغط أحياناً ويعانون قلة النوم أو أسباباً أخرى، ويرتكبون أخطاء. أعلم شخصياً أن الجيش بصدد التحقيق في جميع الأخطاء واستخلاص الدروس".
•هل كان مبرراً قرار إغلاق وزارة الدفاع عن الجبهة الداخلية؟
•"لقد كنت على خلاف شديد مع وزير الدفاع موشيه يعلون في هذا الشأن. وأنا ما زلت أعتقد بضرورة وجود وزارة خاصة للدفاع عن الجبهة الداخلية يتولى مسؤوليتها وزير متفرغ، ويعمل من الصباح حتى المساء في درس جهوزية البنية التحتية على صعيد الوطن وعلى صعيد البلديات. لقد جرت نقاشات كثيرة حول الموضوع. وعندما رأيت في النهاية أن القرار لن يتخذ، وحتى لو اتخذ فإن وزارة الدفاع لن تسمح لي بتطبيقه، قلت مع الأسف الشديد إنني أتخلى عن الوزارة. واليوم، جميع المسؤوليات في هذا الشأن تتركز في وزارة الدفاع، على الرغم من أنه في جميع انحاء العالم، الوزارة التي تعالج موضوع الجهوزية لمواجهة حالات الطوارئ هي وزارة مدنية وليست وزارة تابعة للجيش".