بانتظار ذلك الصاروخ
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

•إن الحظ وحده هو الذي يمكن دولة إسرائيل من الانتظار والتحلي بالصبر وعدم استعمال القوة الكبيرة [رداً على استمرار إطلاق صواريخ القسام]، أي بكلمات أخرى يمكنها من التسليم بواقع أنها لا توفر دفاعاً عن مواطنيها.

•غير أن هذا التسليم راجع، على ما يبدو، إلى كون المنطقة التي تتعرض لإطلاق الصواريخ بعيدة عن "أمارة دان" [منطقة تل أبيب]، ولا أظن أن الحكومة كانت ستتصرف على هذا النحو لو أن صواريخ القسام أطلقت على تل أبيب.

•لقد استمعت إلى خطابَي وزير الدفاع، إيهود باراك، ورئيس هيئة الأركان العامة، غابي أشكنازي، خلال الحلقة الدراسية التي عقدها معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب يوم الأربعاء الماضي. ومع أن كليهما تحدثا عن اقتراب موعد شن عملية عسكرية واسعة النطاق في غزة، إلاّ إن باراك شدد على وجوب بذل كل الجهود من أجل أن يبقى هذا الموعد بعيداً، بينما شدد أشكنازي على أهمية التفكير بـ "ما بعد" العملية العسكرية في غزة.

•تعكس أقوال باراك وأشكنازي المعضلة الإسرائيلية المركزية في الوقت الحالي وفحواها: ألا يعتبر الوضع الحالي، الذي يتميز بتنفيذ "عمليات صغيرة" تسفر عن ممارسة ضغط عسكري ومدني على حركة "حماس" في غزة، أفضل من عملية عسكرية واسعة النطاق (على شكل عملية "السور الواقي" في يهودا والسامرة - الضفة الغربية - سنة 2002)؟ إن من شأن عملية عسكرية واسعة النطاق أن تقترن بخسائر كبيرة، وورطات سياسية وإعلامية، ووجع رأس ناجم عن بقاء القوات العسكرية في المنطقة، وعن الاهتمام بحاجات السكان الفلسطينيين المدنيين، الأمر الذي سيؤدي إلى تداعيات على سلطة أبو مازن، وعلى مفاوضات ما بعد أنابوليس.

 

•يبدو لي أن في إمكـان حدثين أن يضعـا حـداً لهذه المعضلة الإسـرائيلية المركزية: الأول ـ أن تنتهي فترة الحظ، والثاني ـ أن تسقط صواريخ قسام أكثر تطوراً وأشد فتكاً في عسقلان وكريات غات. ولست متأكداً أي الحدثين سيسبق الآخر.