أكدت مصادر سياسية وأمنية إسرائيلية رفيعة المستوى لصحيفة "معاريف" أن الأميركيين أعطوا "ضوءاً أخضر" لتحويل عملية أنابوليس إلى "عملية سلام شاملة" بين إسرائيل والدول العربية، بما في ذلك سورية ولبنان "بشرط ألا يعتّم المسار السوري على المفاوضات مع الفلسطينيين". ومع ذلك لم يتضح بعد مدى رغبة رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت في أن يستثمر جهداً في المسار السوري، وما إذا كان حائراً بين هذا المسار وبين المسار الفلسطيني الإشكاليّ.
يدرك أولمرت أن احتمال الوصول إلى نتائج حقيقية مع الفلسطينيين حتى نهاية العام المقبل احتمال ضئيل للغاية. ويجوز أن رئيس الحكومة يحاول أن يجري سباقاً مبطناً بين الفلسطينيين والسوريين على نحو يؤدي فيه التقدم في أحد المسارين إلى إنعاش حيوية المسار الثاني والتقدم فيه أيضاً.
غير أن التطور المهم الأخير في هذا الشأن هو استعداد الولايات المتحدة للتعاون مع روسيا ومنح موسكو موطئ قدم في هذه العملية. فقد ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، أمس، نقلاً عن مسؤولين رفيعي المستوى، أميركيين وروس وعرب وأوروبيين، أن الولايات المتحدة وروسيا تخططان لعقد مؤتمر في موسكو في بدايات عام 2008 يكون استمراراً لمؤتمر أنابوليس، ويشمل مناقشات في المسار الإسرائيلي ـ السوري. وسيكون هدف هذا المؤتمر "إحراز سلام شامل" بين إسرائيل والدول العربية.