•يبدو أن حدود القوة، التي تتحكم في إسرائيل في حربها مع "حماس"، لا تنطبق على زعيم حزب شاس، الوزير إيلي يشاي، الذي يختال فرحاً في الآونة الأخيرة. لقد بدأ كل شيء قبل بضعة أشهر، عشية الزيارة التي قام بها الرئيس الأميركي جورج بوش إلى القدس، عندما أعلن رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، أنه سيشدد الرقابة على عمليات البناء الجديدة خلف الخط الأخضر.
•بعد ذلك بوقت قليل صدرت بيانات لمصادر رفيعة المستوى في مكتب وزير الدفاع، إيهود باراك، وديوان رئيس الحكومة، تؤكد أن عملية تفكيك المستوطنات غير القانونية ستبدأ في غضون بضعة أيام. وقالوا في مكتب باراك إن هذه العملية ستتم بالاتفاق والتنسيق مع مجلس مستوطنات يهودا والسامرة [الضفة الغربية] وغزة.
•إن ما يبدو الآن هو أن هؤلاء المسؤولين نجحوا في تضليلنا. ومن كل ما تقدم ذكره تبين أن هناك أمراً واحداً فقط سيُطبق كاملاً، هو بناء 750 شقة سكنية جديدة في غفعات زئيف، شمالي القدس، خلف الخط الأخضر.
•مرة أخرى يقوم الوزير يشاي بلي ذراع الحكومة، من خلال التهديد الذي لا يستند إلى أي رصيد، باستقالة شاس من الحكومة. إن أولمرت يدرك أن خريطة الطريق، التي تم صوغها قبل خمسة أعوام ووافقت عليها إسرائيل كاملة، تطالب بالوقف التام لعمليات البناء الجديدة في المستوطنات، وبتفكيك البؤر الاستيطانية غير القانونية. كما يدرك أنه ما دامت إسرائيل تواصل البناء خلف الخط الأخضر فإن ذلك يضعف مكانة أبو مازن أكثر فأكثر. وبالتالي لا يبقى هناك أي إمكان لنجاح المحادثات التي يجريها معه، أو التي تجريها وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، مع رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض، أحمد قريع.