تهدئة في غزة لكن ليس لفترة طويلة- حماس توظف جهوداً لتحويل ثغرة الحدود إلى إنجاز سياسي
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

•أدى الانشغال المكثف لوسائل الإعلام الإسرائيلية بنشر التقرير النهائي للجنة فينوغراد [غداً الأربعاء] إلى صرف اهتمام الرأي العام عن العملية الظاهرة ملامحها بين إسرائيل وحركة "حماس" بعد اختراق الحدود بين قطاع غزة ومصر. ويبدو أن "حماس" ودولة إسرائيل اتخذتا قراراً بالتهدئة الموقتة، منذ نشوب الأزمة على حدود منطقة رفح.

•منذ يوم الخميس الماضي أُطلق من غزة على إسرائيل أحد عشر صاروخاً فقط، لم يكن لـ "حماس" أي قسط فيها. وللمقارنة فقد كان معدل إطلاق الصواريخ اليومي، قبل ذلك بأسبوع، أكثر من عشرين، معظمها من "حماس". وفي موازاة ذلك [أي انخفاض عدد الصواريخ] شنت إسرائيل هجوماً جوياً واحداً فقط ضد خلية ناشطين تابعة للحركة في منطقة رفح، كما قصفت سيارات مدرعة تعود إليها، غير أنها امتنعت من أي عمليات عسكرية في عمق القطاع.

•هناك بضعة عوامل تقف وراء هذه التهدئة. الأول، هو انشغال أفراد الجناح العسكري لـ "حماس" بإدارة منطقة "السوق الحرة" في رفح، والثاني، هو سعي الحركة لاستغلال الزخم الإعلامي الناجم عن أزمة الحدود مع مصر من أجل تسليط الأضواء العالمية على المعاناة الفلسطينية في القطاع. كما تقدّر عناصر أمنية إسرائيلية أن "حماس" راغبة في تهدئة موقتة عشية المحادثات التي سيجريها وفد عنها في القاهرة، غداً الأربعاء، بشأن تشغيل معبر رفح، وذلك في موازاة اللقاءات التي سيعقدها رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، مع القيادة المصرية.

•سبق أن أعلنت إسرائيل، أنه في حالة توقف "حماس" عن إطلاق صواريخ من القطاع فستمتنع من مهاجمتها. علاوة على ذلك يسود لدى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، بعد انهيار الجدار الحدودي، شعور بأنها أصبحت "معفاة" من الاهتمام بمشكلات غزة الصعبة.

 

•من الصعب توقع صمود وقف إطلاق النار غير الرسمي هذا لفترة طويلة. فحركة "حماس" لا تنوي أن تستعمل القوة ضد الفصائل الأخرى التي تطلق صواريخ على إسرائيل، ما دامت هذه الأخيرة لا تسمح بفتح المعابر. كما أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تلقت إنذارات تشير إلى إمكان قيام الفلسطينيين بعمليات اختطاف جنود إسرائيليين على الحدود بين سيناء وإسرائيل.