بدأت قوى أمن مصرية اليوم (الاثنين)، بالتعاون مع مسلحين تابعين لحركة"حماس"، إغلاق الثغرات في السياج الحدودي في رفح، وهي تعمل على إغلاق إحدى الثغرات الثلاث التي فتحت بين مصر وقطاع غزة خلال الأيام القليلة الفائتة بواسطة أسلاك شائكة. وقد انتشـر جنـود مصريـون فـي منطقـة الثغـرات يسـاندهم مسـلحون يرتـدون الـزي العسـكري لـ "حماس". وفي المقابل أوقف عناصر الحركة تدفق السيارات التي تعبر الحدود، وسمحوا للشاحنات فقط بنقل السلع. ومنذ نشوب الأزمة جرت اتصالات بين "حماس" والحكومة المصرية، وتم أمس البدء بأعمال ميدانية تمهيداً لإغلاق الثغرات. ومن المفترض أن يسافر وفد من الحركة إلى مصر لإجراء مباحثات مع السلطات المصرية بشأن معبر رفح، في حين سيجري المصريون مباحثات منفصلة مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
ويواصل المصريون منع نقل السلع من مصر في اتجاه سيناء، في حين توقف معظم المحلات التجارية في المناطق التي يوجد فيها المصريون عن العمل بحيث أصبحت قدرة الفلسطينيين على الشراء والمتاجرة محدودة للغاية.
وتقدّر أوساط فلسطينية في غزة أن تدفق الفلسطينيين إلى مصر سيتوقف في نهاية الأسبوع، لكنها تشكك في إمكان توصل "حماس" ومحمود عباس إلى الاتفاق على صيغة مشتركة لحل مشكلة المعابر، الأمر الذي يثير المخاوف من أن تعود المشكلة مجدداً خلال وقت قريب.
وتناول وزير الدفاع إيهود باراك، في أثناء جولة قام بها على مصنع تابع لشركة الصناعات الجوية، الوضع على حدود رفح بقوله: "إن المعابر ستبقى مغلقة من الجانب الإسرائيلي، باستثناء نقل مؤن إنسانية. ففي كل ما يتعلق برفح، نتوقع أن يقوم المصريون بإغلاق الحدود مجدداً، وبإعادة الوضع إلى ما كان عليه. أعتقد أن لديهم نية القيام بذلك، وذلك لاعتبارات متعلقة بهم أيضاً".
ومنذ يوم الخميس الفائت أُطلق من غزة 11 صاروخاً من طراز القسام على النقب الغربي سقط ثمانية منها في إسرائيل، بالإضافة إلى 18 قذيفة هاون (هآرتس، 29/1/2008). وتشير هذه المعطيات إلى انخفاض كبير في إطلاق الصواريخ من غزة خلال الأسبوع الفائت.