•لا بد أنكم سمعتم قصة الفلاح الذي عود حصانه على عدم الأكل، وركلة الحصان للفلاح التي حققت العدالة الشعرية.
•في الأسبوع الأخير من تشرين الأول/ أكتوبر 2007 قرر وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، تشديد الحصار على قطاع غزة، بحيث يتم وقف تزويده بالوقود، وقطع التيار الكهربائي، وذلك عقاباً على استمرار إطلاق صواريخ القسام.
•كان من الواضح، في ذلك الوقت، لكل ذي فطنة، أن هذا القرار متسرع، وخطر من الناحيتين الأمنية والسياسية، ومعيب من الناحية الأخلاقية. وعلى الرغم من ذلك فقد أيده الجميع، بدءاً من رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، وصولاً إلى وزراء كديما، ووزراء حزب العمل، وضباط الجيش الإسرائيلي.
•يتكلم الجميع الآن على العملية البرية التي نفذت في نهاية حرب لبنان سنة 2006. والتطورات في غزة تنطوي على احتمالات خطرة أكبر من مخاطر تلك العملية على إسرائيل. إن السهولة التي انهار فيها الجدار الحدودي في رفح قد تؤدي، في المستقبل، إلى مسيرات مماثلة في اتجاه الجدار الحدودي [مع إسرائيل] في كيسوفيم أو نير عام أو ياعر باري، ولا يملك الجيش الإسرائيلي جواباً على مسيرات شعبية كهذه يقف في طليعتها النساء والمسنون والأطفال.
•علاوة على ذلك فإن انهيار الحدود بين سيناء وغزة يهدد بالخطر العلاقات بين مصر وإسرائيل، الهشة أصلاً. حتى الآن تعتبر حركة "حماس" الجهة الوحيدة التي خرجت منتصرة من حصار غزة، وقد قدمنا هذا الانتصار لها بأنفسنا.
•لو أن أولمرت وباراك قبلا نصيحة ضباط آخرين في الجيش الإسرائيلي، ممن يعتقدون أن حصار غزة لن يؤدي إلى هزيمة "حماس"، لكان ذلك أفضل بالنسبة إلى إسرائيل. بدل تجويع هؤلاء الناس اسمحوا لهم بالعيش بكرامة. يجوز أن هذه النصيحة كانت ستمنى بالفشل أيضاً، غير أن أضرارها كانت ستكون أقل من أضرار الوضع الحالي المترتب على الحصار.