أولمرت يصارع في سبيل البقاء
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

•ليس في إمكان رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، أن يلوّح بإشارة النصر، بعد انتهاء الزيارة الناجحة لرئيس الولايات المتحدة جورج بوش، لأن المعركة الحقيقية لا تزال في انتظاره. ففي 30 كانون الثاني/ يناير الجاري ستنشر لجنة فينوغراد [التي تتقصى وقائع حرب لبنان الثانية في صيف سنة 2006] تقريرها النهائي، وأمام أولمرت نحو ثلاثة أسابيع فقط كي يستعد لخوض معركة قاسية من أجل بقائه.

•تجدر الإشارة إلى أن التقرير الجزئي للجنة فينوغراد كان شديد اللهجة تجاه أولمرت، فالفجوة بين قراره المتسرع بشن الحرب وبين نتائجها أثارت موجة من الغضب لدى الجمهور العريض، كما أنه أصلاً، ليس من صنف الزعماء الذين يحبهم هذا الجمهور. لقد تغاضت حرب لبنان الثانية عن قاعدتين صلبتين رسخهما دافيد بن ـ غوريون هما نقل الحرب إلى أرض العدو وتحقيق حسم سريع.

•إن المطالِبين بإطاحة أولمرت كثيرون، قسم منهم بسبب زجّه الدولة في أتون حرب فاشلة، وقسم آخر، في الأساس من المعسكر اليميني المتطرف، لأنه كان ينوي أن يواصل طريق أريئيل شارون ويفكك مستوطنات.

•على الرغم من ذلك، ليس من الصواب إطاحة أولمرت لمجرد أنه آمن بنصائح جيشه ورئيس هيئة أركانه، فهو منذ ذلك الوقت، يؤدي مهمات منصبه بحكمة، كما أنه أصلح الأضرار الناجمة عن الحرب سريعاً.

 

•من غير المستغرب، في ضوء التزام أولمرت للرئيس بوش تفكيك البؤر الاستيطانية غير القانونية ومناقشة القضايا الجوهرية للنزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني، أن يؤدي تقرير فينوغراد إلى صعود بنيامين نتنياهو واليمين المتطرف إلى سدة الحكم بدلاً من أن يحقق العدالة.