في الربيع ستعود مرة أخرى
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

•عندما تداول المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية - الأمنية، في آب/ أغسطس 2006، بشأن العملية العسكرية البرية التي كان مفترضاً بها أن تنهي حرب لبنان الثانية، حذر الوزير شاؤول موفاز من مغبة أن تستمر هذه العملية بضعة أشهر، وقال: بعد قليل سيحل أيلول/ سبتمبر، وستتلبد السماء بالغيوم، ولن يكون في الإمكان تفعيل سلاح الجو.

•لقد حان الوقت لأن يعد باحث ما دراسة جادة عن دور الغيوم في التاريخ العسكري الإسرائيلي، وعن العمليات العسكرية التي أُلغيت بسبب حالة الطقس. فبسبب الغيوم لم نخض حروباً في فصل الشتاء، فالحروب كلها التي بادرت إسرائيل إلى شنها، جرت في فصلي الربيع والصيف، باستثناء حرب سيناء التي وقعت في تشرين الأول/ أكتوبر سنة 1956، إذ كان لإسرائيل شريكان أوروبيان فيها أمليا جدولهما الزمني عليها.

•يبدو أنه يتعين على حرب غزة أن تنتظر هي أيضاً، فعلاوة على مشكلة حالة الطقس، هناك المعضلات المعروفة جميعها، التي ترافق عملية اتخاذ القرار بشأن القيام بعملية عسكرية كبيرة في القطاع.

•إن الوضع في سديروت والبلدات المحاذية لغزة لا يمكن تحمله، وهذه هي النقطة الأساسية التي يجب أن تنطلق منها أي مناقشة. إن هذا الوضع لا يشبه عمليات القصف السورية لكيبوتسات الجليل في ستينيات القرن الماضي، ولا صواريخ الكاتيوشا التي أُطلقت على كريات شمونه في السبعينيات والثمانينيات. والحكومة التي تسمح بأن يكون مواطنوها، طوال الوقت، عرضة لحرب استنزاف من هذا القبيل غير جديرة بأن تواصل ولايتها.

•ليس هناك حلول نموذجية لهذا الوضع. ومن الجائز أنه حُكم علينا أن نحارب "حماس" وأن نتحادث معها في الوقت نفسه. يبقى السؤال: أيهما يسبق الآخر؟ هل نحارب ومن ثم نتحادث، أو نتحادث ومن ثم نحارب؟

 

•بعد بضعة أسابيع ستنقشع الغيوم، وسيتعين على المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية - الأمنية أن يقرر فيما إذا كان لا مفر من إدخال الجيش الإسرائيلي، بصورة مكثفة، إلى غزة، مع العلم أن هذا القرار سيكون صعباً للغاية. لقد كان من المشكوك فيه أن حكومة أولمرت مهيأة لاتخاذ قرار بشن حرب واحدة، لكن شاء قدرها أن تقرر بشأن شن حربين.