يبدو أن الفجوات بين مواقف إسرائيل والفلسطينيين في المفاوضات تزداد اتساعاً. فخلافاً للتفاهمات التي تنص على أن الدولة الفلسطينية العتيدة ستكون من دون جيش، يطالب رئيس الوفد الفلسطيني لمفاوضات الحل الدائم أحمد قريع، في مباحثات مغلقة يُكشف عنها النقاب هنا لأول مرة، بإنشاء جيش فلسطيني نظامي. وقد أكدت مصادر إسرائيلية وفلسطينية رفيعة المستوى لصحيفة "يديعوت أحرونوت" هذه المعلومة التي تُبيّن أن هذا الطلب الجديد والمفاجئ طُرح خلال المباحثات التي أجراها فريقا المفاوضات بشأن الترتيبات الأمنية الأحد الفائت في القدس، إذ قال قريع لوزيرة الخارجية تسيبي ليفني إن الدولة الفلسطينية بحاجة إلى جيش نظامي يدافع عنها. وأوضحت ليفني، التي دهشت لهذا الطلب، أنه بناءً على التوافقات والتفاهمات التي جرت في السابق، من المفترض أن تكون الدولة الفلسطينية التي ستقام مستقبلاً مجردة من السلاح. وأفاد مصدر إسرائيلي رفيع المستوى أن ليفني سألت قريع عما إذا كان يقصد قوة حفظ أمن فلسطينية، غير أنه أصر على جيش فلسطيني نظامي. وأضاف المصدر أن هذا الطلب أثار غضب ليفني التي تعارضه بصورة جازمة.
وأكد مصدر فلسطيني رفيع المستوى مقرب من أحمد قريع هذه المعلومات، وقال: "طرحنا خلال المحادثات المشار إليها طلب إنشاء جيش نظامي للدفاع عن الدولة المستقلة، لا لمهاجمة إسرائيل، فنحن لا نطالب بطائرات إف ـ 16، بل بقوة تكون قادرة على حماية الدولة من التهديدات، وصون حقها البديهي في العيش الآمن". وأوضح المصدر أيضاً أن الأمور تغيرت منذ توقيع اتفاق أوسلو، وقال: "تطرق اتفاق أوسلو إلى كيان مرحلي، والآن نتحدث عن دولة فلسطينية ستقام بموجب اتفاق دائم. ولا يوجد في الاتفاقات السابقة أي بند يمنع الدولة الفلسطينية من امتلاك جيش يدافع عنها وعن حدودها ومواطنيها".