من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
بحثت إسرائيل مع الفلسطينيين، في الآونة الأخيرة، في تسليم الأجهزة [الأمنية] التابعة للسلطة الفلسطينية المسؤولية الأمنية شبه الكاملة في شمال الضفة الغربية، في محاولة لإيجاد "منطقة نموذجية" تفرض فيها السلطة سيطرتها على الأرض، وتكافح "الإرهاب" من دون وجود إسرائيلي.
وقال رئيس الحكومة إيهود أولمرت أمس، في مؤتمر عُقد في القدس، إن هناك "تفاهمات وتوافقات بشأن قضايا بالغة الأهمية" مع السلطة الفلسطينية، لكنه لم يدلِ بتفصيلات عنها.
وأكدت مصادر في وزارة الدفاع أمس أن هناك اتصالات بشأن ترتيب أمني جديد في شمال الضفة، وهي تجري بوساطة الولايات المتحدة ومبعوث الرباعية الدولية توني بلير الذي عرض أمس عدداً من التسهيلات التي ستقدم للفلسطينيين في الضفة، والتي اتفقت إسرائيل والسلطة الفلسطينية عليها عشية زيارة رئيس الولايات المتحدة جورج بوش لإسرائيل.
وبحسب الترتيب الذي تجري بلورته، والذي سيوضع موضع التنفيذ خلال بضعة أسابيع، ستتسلم السلطة الفلسطينية المسؤولية الأمنية عن المنطقة الواقعة شمالي طولكرم وشرقيها، بما في ذلك مدينة جنين ـ وهي منطقة تعادل مساحتها مساحة قطاع غزة. وستكون للفلسطينيين سيطرة أمنية كاملة بين الساعة السادسة صباحاً ومنتصف الليل. أمّا في باقي ساعات الليل، فستكون السيطرة مشتركة، وسينسق الجيش الإسرائيلي مع الأجهزة التابعة للسلطة بشأن أي عملية يقوم بها في المنطقة.
ويبدو أن إسرائيل لن تقوم بعمليات اعتقال في المنطقة إلا إذا تعلق الأمر بـ "قنبلة موقوتة"، أي بشخص تؤكد المعلومات أنه بصدد القيام بعملية تفجيرية. وفي باقي الحالات، ستسلم إسرائيل الأجهزة الأمنية [الفلسطينية] أسماء المطلوبين الذين يجب اعتقالهم، وإذا لم تفعل ذلك، فسيكون في إمكان الجيش الإسرائيلي العمل ضد المشتبه فيهم.
وستتألف القوة الفلسطينية التي ستعمل في شمال الضفة من أكثر من ألف شرطي جرى تدريب معظمهم في الأردن على أيدي الولايات المتحدة، ومن المفترض أن يأتي إلى المنطقة، في تموز/ يوليو المقبل، نحو 600 شرطي سينضمون إلى الـ 500 شرطي الذين بدأوا العمل مؤخراً في جنين وضواحيها.
كما وافقت إسرائيل على إزالة السواتر الترابية من طرق شمال الضفة، وعلى تسهيل حركة المركبات الفلسطينية إلى جنين، ومنها إلى نابلس وغور الأردن، تبعاً للاعتبارات الأمنية.
وفي الجانب الاقتصادي، سيبدأ قبل نهاية العام الجاري بناء منطقة صناعية في الجلمة الواقعة شمالي جنين، بتمويل من الحكومة الألمانية. كما ستُمنح تصاريح دخول إلى إسرائيل لألف عامل فلسطيني إضافي، و 300 تاجر من منطقة جنين.
وقد اقترح بلير الترتيب الجديد قبل بضعة أشهر، وسوّغه بضرورة أن يرى سكان الضفة تغييراً مهماً على الأرض يزيد في التأييد للعملية السياسية ولسلطة الرئيس محمود عباس. وأوضح بلير والوسطاء الأميركيون للفلسطينيين أنه سيتوجب على الأجهزة العمل ضد الناشطين "الإرهابيين" من الفصائل كلها، بما في ذلك الجناح العسكري لحركة "فتح".
وقد جرت مناقشة هذا الترتيب في لقاءات عقدها بلير والوسيطان الأميركيان ـ الجنرال جيمس جونز والجنرال كيث دايتون ـ مع رئيس حكومة السلطة سلام فياض ووزير الدفاع إيهود باراك.