•حسم رئيس الحكومة الأمر هذا الأسبوع وقرّر زيادة ميزانية الدفاع للسنة المقبلة بنحو ملياري شيكل. وجرى تسويغ هذه الزيادة بالكلفة الباهظة لحرب لبنان الثانية.
•كلفتنا "الحرب في لبنان" – وفق تسميتها الرسمية – نحو 22 مليار شيكل، أي نحو 5 مليارات دولار. فما هي الفوائد العسكرية التي تم جنيها منها؟ لم تحتل إسرائيل أراضي تابعة للعدو. وقوتها الردعية لم تتعزّز. وخلال المعارك قتل الجيش الإسرائيلي حوالي 250 إرهابياً مسلحاً من حزب الله (بحسب الاعتراف الأخير لهذه المنظمة)، وهدم عدة مبان لقيادة المنظمة في الحي الشيعي في بيروت وفي جنوب لبنان. ويمكن تقدير الأضرار التي لحقت بالممتلكات ومخزون الذخيرة لدى حزب الله بنصف مليار دولار. صحيح أن سلاح الجو ألحق أضراراً بالبنى التحتية المدنية في لبنان، لكن ليس في وسعنا احتساب هذا الأمر كفائدة. ويمكن إضافة إنجازات أخرى حققتها الحرب تبلغ كلفتها مليار دولار كحد أقصى.
•ما يتبقى مما تقدّم هو الحساب البسيط التالي: إن قتل 250 مقاتلاً من حزب الله تطلب إنفاق 3,5 مليارات دولار. وبكلمات أخرى، فإن قتل كل مقاتل من حزب الله كلّف إسرائيل 14 مليون دولار. وهذا الأمر وحده يجعل حرب لبنان الثانية الحرب الأغلى تكلفة في تاريخ إسرائيل.
•يجدر بالحكومة أن تستوضح الأسباب الكامنة خلف معادلة الفائدة/ التكلفة في حرب لبنان الثانية قبل أن تقرر زيادة أإضافية في ميزانية الدفاع، زيادة تستوجب بدورها تقليصاً آخر في الميزانيات الاجتماعية.