عملية برّية محدودة هدفها زيادة الضغط على "حماس"
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

•دخلت الحرب على غزة أمس مرحلة جديدة من شأنها أن تغير نمط المواجهة التي نشـأت بين الجيش الإسرائيلي و"حماس" منذ بدء عملية "الجرف الصامد". والمقصود هنا عملية برية محدودة تهدف إلى تحقيق أهداف تكتيكية، وزيادة الضغط على حماس كي توافق على الصيغة المصرية لوقف النار.

•جاء قرار العملية البرية بعد عشرة أيام امتنعت خلالها الحكومة عن اتخاذه خوفاً من تعقد العملية وتقديراً منها بأن المواجهة ستنتهي خلال وقت قصير باتفاق. لكن التغير في موقف رئيس الحكومة ووزير الدفاع حدث في أعقاب إحباط محاولة تسلل جرت أمس بالقرب من كيبوتس صوفه، وبعد كثافة القصف الذي قامت به حماس بعد انتهاء الهدنة الإنسانية.

•هذان الحدثان أوضحا لإسرائيل أن "حماس" مصرة على تدفيعها ثمناً باهظاً للقتال، وأن اعتماد إسرائيل على الدفاع فقط على طول خط التماس يعرضها للخطر، ويرسل إشارات ضعف إلى حماس.

•منذ بدء العملية ضغطت القيادة الجنوبية من أجل القيام بعملية ضد الأنفاق الهجومية خوفاً من أن يؤدي عدم معالجة هذه الأنفاق إلى أن تبقى في متناول حماس وسائل استراتيجية تسمح لها بتنفيذ هجوم في أي لحظة. وأوضح ضابط كبير أن مثل هذه العملية "في متناول قدرات القوات" التي جرى نقلها إلى الجنوب في الأسابيع الأخيرة.

•يوجد في غزة الآن طواقم قتالية أجرت في الأيام الأخيرة تدريبات مكثفة تحضيراً لإمكانية انضمامها للعملية في غزة. وكما هو معروف فإن الهدف من العملية البرية معالجة خط التماس، لكن من المحتمل أن يستغل الجيش هذه العملية كي يتحرك في مناطق إطلاق الصواريخ (خاصة في شمال القطاع) في محاولة لتقليص حجم اطلاق الصواريخ على إسرائيل وضرب أعضاء حماس. 

•لم تُعط الأوامر للجيش الإسرائيلي بإطاحة سلطة "حماس" أو احتلال القطاع، على الرغم من انه من المحتمل أن يقوم بما قام به في العمليات السابقة أي بتقطيع غزة من أجل منع انتقال السلاح بين أجزائها المختلفة. وتأمل إسرائيل أن يؤدي الدخول البري إلى غزة إلى تسريع دفع "حماس" إلى التوصل لوقف النار. 

•في الاتصالات التي جرت بالأمس في القاهرة استمرت الحركة في وضع العقبات في وجه الاقتراح المصري، وأصرت على انضمام قطر كوسيط فاعل في المنطقة. لا ترغب إسرائيل في ذلك، لكنها امتنعت عن التعبير رسمياً عن رفضها، لأن السبب الأساسي في صعوبة المحادثات يعود إلى الثغرات العميقة التي سببها العداء المعلن بين مصر و"حماس".

•إن تعثر التوصل إلى اتفاق يدل على إيمان حماس بقدرتها على تحسين شروطها ولو بثمن تصعيد القتال، فالحركة مستعدة لمواجهة عملية برية إسرائيلية، ولدى كل لواء من الألوية الإقليمية الستة للحركة جهاز دفاعي منظم سيجري استخدامه الآن من أجل تدفيع قوات الجيش الإسرائيلي ثمناً، وذلك من خلال استخدام العبوات والصواريخ المضادة للدبابات. 

•إن مثل هذا القتال الكثيف لن يؤدي إلى سقوط قتلى بين الجنود الإسرائيليين فحسب، بل سيفرض على الجيش استخدام وسائل أكثر عنفاً تؤدي إلى سقوط قتلى في الجانب الفلسطيني. وتحسباً لاحتمال تعقد العملية والحاجة إلى توسيعها، يطالب الجيش حالياً بالموافقة على تعبئة عدة آلاف من الجنود الاحتياط.

 

•تأمل إسرائيل أن تمنح الشرعية التي برزت في الأيام الأخيرة في العالم، الجيش، هامشاً للقتال عدة أيام على الأقل، يمكن خلالها تحقيق جميع الأهداف التكتيكية التي وضعت للقوات حتى التوصل إلى وقف للنار. كما تحظى الحكومة والجيش بالتأييد الداخلي، لكنهما يعلمان أن هذا التأييد مرتبط بثلاثة شروط من الصعب تلبيتها في ظل الغموض الحالي للمعركة وهي أن تكون العملية قصيرة، وتحقق إنجازات، ولا تؤدي إلى وقوع خسائر كبيرة.