على إسرائيل ضرب قيادة "حماس" وإعادة السيطرة على منطقة الحدود بين غزة ومصر
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

•على عكس تقديرات الخبراء وبينهم كاتب هذه السطور، فإن "حماس" هي التي دفعت نحو التصعيد الحالي، وهي تبدو منساقة نحو تأجيج النيران كأن ليس لديها ما تخسره من استمرار المواجهة مع إسرائيل. لقد كان الافتراض في إسرائيل قبل عملية "جرف الصخر الصامد" أن "حماس" ترغب في التهدئة وتوطيد سيطرتها على القطاع، وأنه في ظل ضعف مكانتها في العالم العربي والخلاف مع مصر بزعامة عبد الفتاح السيسي، سيكون قادة الحركة أكثر حذراً في سلوكهم تجاه إسرائيل.

•لكن أثبتت "حماس" أنه في رأي قادتها، ليس هناك ما يخسرونه، وهي مثل لاعب بوكر خبير تحاول أن ترفع الرهان مفترضة أن الطرف الثاني هو الذي سيتنازل خوفاً من الخسارة.

•في تقدير "حماس" أن إسرائيل ليست معنية فعلاً بالعودة للسيطرة على غزة، ولذلك ستمتنع عن القيام بعملية برية تتطلب وجود قواتها في المناطق المكتظة سكانياً (بعكس عملية في منطقة خالية من السكان مثلما جرى خلال عملية رصاص مسبوك سنة 2009). وليس لـ"حماس" ما تخسره، لأن القطاع في حال انهيار وسكانه يعيشون على الدوام على حافة الضائقة والحرمان.

•إن استراتيجية "حماس" في صراعها الحالي مثل صراعاتها السابقة مع إسرائيل، واضحة وبسيطة للغاية، وهدفها الصمود في وجه العملية العسكرية وامتصاص الضربات، وأن تستطيع رفع رأسها من جديد عندما تنتهي العملية وينقشع الغبار. فالصمود هو انتصار بالنسبة لـ"حماس" على الصعيد الدعائي. ففي نهاية الأمر من سيتذكر في نهاية المواجهة الحالية عدد الأماكن الخفية ومواقع إطلاق الصواريخ التي دمرتها إسرائيل. لكن الجميع سيبقى يتذكر صليات الصواريخ التي أطلقت على تل أبيب، لأنها ستظل الأشد تأثيراً في السباق على الوعي وعلى الذاكرة.

•يشكل هذا الواقع تحدياً حقيقياً لدولة مثل إسرائيل ولا سيما في ظل صعوبة تعبئة الرأي العام لفترة طويلة، وصعوبة المحافظة على دعم تأييد الرأي العام الداخلي لحرب استنزاف. لهذا السبب حاولت إسرائيل قدر مستطاعها عدم التحرك في غزة. لكن عليها منذ اللحظة التي بدأت فيها عملية "جرف الصخر الصامد"، أن تنتصر انتصاراً واضحاً يفهمه الرجل البسيط في الشارع في كل من تل أبيب وغزة، وليس الخبراء في الموضوع فقط. وفي الواقع، لا مكان لمصطلح الانتصار هنا، ففي حرب كهذه تجري حالياً في مواجهة عدو مثل "حماس"، لا يوجد انتصار بالضربة القاضية، بل إنجاز يمنع المواجهة المقبلة.

•من هنا يجب أن يتضمن هذا الإنجاز ثلاثة مكونات: الأول: توجيه ضربة حقيقية لقيادة "حماس" التي ليست حساسة لما يجري مع مقاتليها والسكان الواقعين تحت سيطرتها، ربما لأنها تدرك حدود إسرائيل في ما يتعلق بالعمل العسكري في منطقة مكتظة سكانياً. وزعماء "حماس" ليسوا انتحاريين، هم يرسلون رجالهم للانتحار في حين يحافظون جيداً على أنفسهم. المكون الثاني: ضمان إسرائيل حرية عمل تسمح لها بمواصلة العمليات العسكرية ضد "حماس" ومقاتليها، وعدم الانجرار إلى وقف نار موقت تقوم خلاله الحركة بالتسلح من جديد. ثالثاً: إغلاق معبر تهريب الصواريخ عبر الحدود بين مصر والقطاع. 

 

•إذا لم تستعد إسرائيل السيطرة على قطاع الحدود بصورة أكثر اتساعاً وأمناً مما كان عليه الأمر في محور فيلادلفي، فإن تسلح "حماس" من جديد والجولة المقبلة مسألة وقت.