· تعتقد وزيرة الخارجية تسيبي ليفني أنّ تغييراً في التركيبة الائتلافية في الطرف الفلسطيني فقط بمقدوره أن يؤشر إلى إمكانية تجديد العملية السياسية.... وفي محيط رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، ثمة مفهومان متناقضان في هذا الشأن: الأول يقول إن من الأفضل القعود والانتظار. بينما يعتقد المفهوم الثاني أنه ينبغي المبادرة إلى تحرّك سياسي، قبل أن تجد إسرائيل نفسها مجرورة خلف مبادرات دولية.
· في محيط أولمرت يعتقدون أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) سيبقى في المستقبل أيضًا المرشح للتفاوض مع الفلسطينيين، لكن المستشار القريب لرئيس الحكومة لا يقترح تعليق آمال كبيرة عليه، فـ"أبو مازن غير قادر على الإفراج عن الجندي المختطف غلعاد شليط، فكيف سيكون شريكاً لاتفاق دائم؟"، على حدّ تعبيره.
· حتى الآن يعارض أولمرت المبادرة التي طرحها زعماء أوروبيون لعقد مؤتمر دولي يبحث النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني ومشكلة العراق ومسار اتفاق مع سورية. أمّا في مكتب ليفني فإنهم عاكفون على بلورة بدائل لتجديد العملية السياسية. وتنوي ليفني أن تعرض على أولمرت أفكارها الخاصة في هذا الخصوص قبيل سفره إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي، جورج بوش، الشهر القادم.
من المعلومات التي ترد من واشنطن يمكن التوصل إلى نتيجة أن إدارة بوش ستطلق قبل نهاية السنة مبادرة سياسية بعيدة المدى لتغيير الوضع القائم في الشرق الأوسط. وستكون في صلب هذه المبادرة خطة للخروج التدريجي من العراق. ويتوقع أن تدخل الإدارة الأميركية في محادثات مع دولتي "محور الشرّ" إيران وسورية. وستفسر إدارة بوش ذلك بأن هذه الاتصالات ضرورية وحيوية للوصول إلى تهدئة في العراق. خروج الولايات المتحدة من العراق له أبعاد دراماتيكية على أمن إسرائيل وعلى المحادثات الأميركية المرتقبة مع إيران وسورية. ومن شبه المؤكد أن يسمع أولمرت عن المبادرة الجديدة خلال زيارته لواشنطن. ويقول مسؤولون رفيعو المستوى في الجهاز السياسي إن من الأفضل أن يصل أولمرت إلى أميركا مع اقتراحاته الخاصة، قبل أن يبدأ الضغط للاستجابة لخطط الآخرين.