· المعركة العسكرية لا تقاس فقط بالانجازات في ساحة الحرب. و"حرب تموز"، كما تسمى في لبنان، ولدت خطاباً سياسياً جديداً وعزّزت المعارضة لحزب الله. للمرة الأولى في حياته يُطالَب حسن نصر الله، محرّر لبنان من الاحتلال الأجنبي، بأن يفعل ما فعله عبد الناصر عند انتهاء حرب الأيام الستة، بأن يذهب إلى البيت. كما أنه مطالب سوية مع رجاله بالإجابة عن السؤال: ما هو الدافع الملح لتعريض الوطن إلى فقدان ألف شهيد، وإلى تشريد عشرين ألف عائلة، وكل ذلك في ذروة موسم السياحة.
· بالإضافة إلى ذلك كشفت الحرب عن خطأ "المفهوم" الإستراتيجي القائل إن حزب الله يقبض على خناق إسرائيل. وبموجب هذا المفهوم ادعى حزب الله أن الجيش الإسرائيلي لن يخرج إلى حرب ضد لبنان لأن الجبهة الإسرائيلية الداخلية مهدّدة بصواريخ حزب الله. لكن اتضح أن العكس هو الصحيح، وأن إسرائيل قد خرجت إلى الحرب رغم التهديد وقوّضت بذلك ميزان الرعب.