استعداد الأسد للسلام يقابله تهديد مبطّن
المصدر
المؤلف

·      تشدّد سورية في الآونة الأخيرة على تمرير رسالتين تبدوان متناقضتين. الأولى إيجابية، تبدو سورية بموجبها معنية جداً بسلام مع إسرائيل. والثانية، التي تأتي فوراً بعد الأولى، تقول إنه بدون سلام مع سورية ستتدهور المنطقة إلى حرب إضافية. وتجدر الإشارة على خلفية ذلك إلى أن سورية لم تغير انتشار جيشها وأبقته على حاله كما كان في أثناء الحرب على لبنان. وأمس حرص (الرئيس السوري بشار) الأسد (في مقابلة مع مجلة "دير شبيغل" الألمانية) على القول إنه إذا حلّ السلام "كل شيء سيكون مغايراً" وأن "للسلام قوة هائلة". وقال إنه سيدرس إمكانية مصافحة أولمرت. التصريح يبدو عادياً، لكن هل يمكن تخيّل حلفاء الأسد يقولون أمراً مماثلاً؟ إن رئيس إيران، محمود أحمدي نجاد والأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، لن يتجاسرا على ذكر إمكانية أخرى عدا إبادة إسرائيل كخيار معنيين به.

·      الأسد يحذّر أيضاً من أنه بدون سلام مع سورية لن يسود استقرار في الشرق الأوسط. وأضاف أنه إذا غاب الأمل في السلام فربما تكون الحرب هي الحل الوحيد.... صحيح أن البنى التحتية السورية ستتضرر بسرعة أكبر من تلك اللبنانية خلال الحرب، لكن سورية في المقابل تعتبر تهديداً كبيراً لإسرائيل. وسورية، مثل حزب الله، استوعبت التغيير في ساحة الحرب الذي برز في الحرب على لبنان. وقد كفّت عن الاستثمار في سلاح الجو، وكفت عن تطوير قدرة تصويب نحو هضبة الجولان. وأساس الموارد موجّه الآن إلى السلاح المضاد للدبابات والصواريخ البعيدة المدى.