من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· المقارنة التي عقدها البعض بين الهجوم الذي تعرضت له مومباي في 26 تشرين الثاني/ نوفمبر 2008 والهجوم الذي تعرضت له نيويورك في 11 أيلول/ سبتمبر 2001 كانت أمراً مبالغاً فيه، لكن هناك وجه شبه بين الحالتين. فقد تجلى في كل منهما مزيج لم يسبق له مثيل من التعصب الإسلامي والفاعلية المدمرة، وتبين منهما أن دولاً متحالفة مع الغرب تشكل دفيئة لإنتاج إرهاب متقدم.
· الهجوم الإرهابي في مومباي له دلالة عملانية مباشرة: متطرفون إسلاميون يملكون قدرات عسكرية كتلك التي تملكها قوات كوماندو خاصة تمكّنهم من ضرب المراكز السكانية بجرأة تقشعر لها الأبدان. وله أيضاً دلالة استراتيجية: إن باكستان تتحول إلى مشكلة دولية ملحة وفورية. فمع أن النظام في إسلام أباد لا يزال معتدلاً، إلاّ إنه يزداد وهناً، والمؤسسة الفاسدة الموالية للغرب تفقد السيطرة على أجزاء كبيرة من البلد، وعلى عناصر حاسمة الأهمية في بنية السلطة الباكستانية. وبما أن باكستان دولة نووية، وفي حيازتها العشرات من القنابل النووية، فإن فقدان السيطرة فيها يمكن أن يكون له دلالات بعيدة المدى.
· في نهاية الأسبوع الفائت تمكّن عشرة إرهابيين من شل مدينة مزدحمة تضم 12 مليون نسمة. وكان الموت الذي زرعوه فيها مؤلماً ومروّعاً. غير أن الأمر الذي يبعث على القلق في هذا الهجوم هو تسرب قدرات عسكرية غربية إلى قوات جهادية تعمل في باكستان. وإذا تسربت بموازاة ذلك قدرات استراتيجية غربية إلى قوات جهادية، فسيصبح العالم غير ذلك الذي نعرفه، عالماً تهدده فوضى باكستان على نحو لا يقل عن تهديد آيات الله في طهران.
· عندما ذهب يتسحاق رابين وشمعون بيرس إلى أوسلو في سنة 1993، فقد فعلا ذلك، إلى حد بعيد، لأنهما فهما التهديد الاستراتيجي الذي تشكله إيران. لقد أملا بإنهاء النزاع مع الفلسطينيين ومع العالم العربي قبل أن يصبح النزاع مع الإسلام المتطرف أمراً لا يمكن تحمله. وكان بيرس ورابين على حق، لكنهما كانا أيضاً على خطأ: إن الخطوة التي قاما بها لم تنه الاشتباك ضمن إطار الدائرة القريبة، بل فاقمته.
· ستكون القيادة الإسرائيلية الجديدة التي ستتولى السلطة في آذار/ مارس 2009 مضطرة إلى إجراء تقويم استراتيجي شبيه بذلك الذي أجري في سنة 1993. ومع أن إيران ستظل تشكل محور الاهتمام، إلا إنه سيكون لباكستان دور مركزي في هذا التقويم.
· هناك أمور تجري في المنطقة الإسلامية. إن بعض التغيرات الحاصلة يثير الأمل: العراق يتجه نحو الاستقرار؛ سورية تدرس إبرام اتفاق سلام؛ الخليج معتدل؛ السنّة يبحثون عن حلفاء. غير أن قسماً من التغيرات يبعث على القلق: صعود الإسلام الشيعي، والبرنامج النووي الإيراني، والإضطرابات في باكستان، وهذه كلها عوامل تنطوي على عواصف قادمة.
· على إسرائيل أن تغير طريقة تفكيرها. فحيثما يكون السلام ممكناً، يتوجب عليها دفع أي ثمن تقريباً من أجل الحصول عليه. وحيثما لا يكون السلام ممكناً، يتعين عليها أن تدرك ذلك، وأن تفهم التبعات التي ستترتب على عدم السلام.