· في حين لا يزال رئيس الحكومة يعقد لقاءات تغلب عليها الابتسامات، ويهلوس فيها بخطط السلام، تقول وزيرة خارجيته للأمين العام للأمم المتحدة إن إسرائيل لا تعتزم وقف عملية تجويع مليون ونصف مليون من سكان غزة المحاصرين.
· نحن في خضم حملة انتخابية، ووزيرة الخارجية ترغب في الظهور بمظهر الزعيم الذي يملك العزيمة، حتى لو كان ذلك على حساب مكانة إسرائيل في الساحة الدولية التي تُعتبر وزيرة الخارجية مسؤولة عنها.
· ليس هناك أي شك في أن من حق الحكومة، بل من واجبها، توفير الأمن لسكان النقب، إلا إننا يجب أن نلاحظ أن فترة الهدوء بين إسرائيل و"حماس"، التي استمرت نحو خمسة أشهر، قد انتهكت في أعقاب العملية العسكرية الإسرائيلية داخل قطاع غزة، والتي تسببت بإطلاق وابل من الصواريخ على إسرائيل. وشكلت هذه العملية دليلاً آخر على أن إسرائيل لا تزال تعتبر قطاع غزة منطقة تقع تحت سيطرتها المطلقة في كل شيء، وعلى أنها تحتفظ بحقها في أن تفعل ما يحلو لها فيها، أي نوعاً من الاحتلال عن طريق التحكم عن بعد.
· هل يعتقد [وزير الدفاع] إيهود باراك حقاً أن تجويع أطفال غزة وترويعهم سيضعان حداً لإطلاق صواريخ القسام على النقب؟ وهل حددت حكومتنا خطاً أحمر [لمعاناة أهل غزة] سينتهي عنده الحصار العنيف؟
· إن إساءة معاملة سكان قطاع غزة لن تعجّل إطلاق سراح [الجندي المختطف] غلعاد شاليط يوماً واحداً، لأن مفتاح عودته موجود في السجون الإسرائيلية، لا في أزقة غزة التي يتضور أهلها جوعاً. كان في إمكان الحكومة الإسرائيلية تأمين الإفراج عن شاليط بعد أيام قليلة من أسره، إلا إنها اختارت أن تتجاهل مطالب " حماس" التي ازدادت مع مرور الوقت، وأن تفرج عن السجناء الآخرين كبادرة فارغة من أي مضمون تجاه [الرئيس الفلسطيني] محمود عباس.