· لا يجوز عدم إبداء التقدير لوزير الدفاع إيهود باراك على انضباطه في مقابل السياسيين ذوي المواقف الهوجاء، والإعلاميين المتعصبين الذين يطالبون بالانقضاض على غزة. صحيح أن الأوضاع في سديروت لا تُطاق، وأن هناك ازدياداً في عدد الصواريخ التي تُطلق على عسقلان، غير أننا ندرك جميعاً أن الشعب الإسرائيلي يقيس نجاحاته العسكرية بعدد الجنود الذين يُقتلون في صفوفه.
· لقد رسم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، اللواء عاموس يادلين، هذا الأسبوع، صورة قاتمة للأوضاع في المنطقة، يتبين منها أن إيران تواصل مشروعها النووي، وأن سورية أصبحت مخزناً كبيراً للصواريخ، وأن حزب الله يعاظم قوته ويتزود بكميات هائلة من الأسلحة، وأن قوة "حماس" زادت أضعافاً مضاعفة (لم يأت يادلين على ذكر مصر التي حولت جيشها إلى جيش أكثر عصرية). إن الخطر على إسرائيل أصبح أكبر من أي وقت مضى، فما الذي في إمكاننا أن نفعله؟ هل نقصف إيران، ونحتل دمشق، ونقضي على حزب الله، ونحتك بمصر؟
· لا يجوز أن نشن حرباً إلا إذا لم يكن لدينا أي خيار آخر. صحيح أن قطاع غزة هو مشكلة صعبة، غير أن سقوط مئة جندي قتيل أو مئتين أو ثلاثمئة، في حالة قيام إسرائيل باحتلاله من جديد، هو مشكلة صعبة أيضاً. إن باراك ما زال صامداً في وجه الضغوط التي تُمارس عليه. وجميعنا يدرك، في قرارة نفسه، أن الزعيم الحقيقي هو الذي لا يستسلم للضغوط السياسية والإعلامية.