يادلين يعرض التهديدات والفرص القائمة في المنطقة على عتبة العام المقبل
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية اللواء عاموس يادلين في محاضرة ألقاها في مركز دايان بجامعة تل أبيب أمس (الاثنين) إن "الرئيس الأسد على استعداد للتوصل إلى اتفاق سلام إذا أعطته إسرائيل والولايات المتحدة ما يريد". وعرض يادلين تقويم شعبة الاستخبارات العسكرية للوضع، بما في ذلك التهديدات والفرص القائمة في المنطقة، والتي تواجه إسرائيل على عتبة العام المقبل.



وقال يادلين إن ما يريده الأسد هو "الانسحاب إلى خطوط 1967 وصفقة أميركية تضمن استقرار نظامه وتوفر له دعماً اقتصادياً وعسكرياً". ومع ذلك فإن "السؤال الذي يصعب التنبؤ بشأنه هو ماذا يمكن للأسد أن يعطي في المقابل". وقال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية أنه فيما يتعلق بالاتفاق مع سورية، يتعين على إسرائيل أن تأخذ في الحسبان التغيير الذي حدث فيها خلال الأعوام الثمانية الماضية، والتغيير الذي حدث في قدرات الجيش السوري، وحقيقة أن المهر اللبناني الذي يمكن للأسد أن يقدمه قد قلّت قيمته، وأضاف: "سيحاول الأسد التوصل إلى تسوية يحصل فيها على أكثر مما حصلت عليه مصر ويدفع أقل مما دفعت".



وتناول يادلين المسألة الفلسطينية فقال إن "لدينا فرصة فريدة كي ندرس في الوقت نفسه الطريقتين اللتين يحاول الفلسطينيون تحقيق أهدافهم الوطنية بواسطتهما". وأضاف أنه يوجد اليوم كيانان ـ "فتح" و"حماس"، "أحدهما معتدل لكنه لا يبدي مرونة فيما يتعلق بالقضايا الجوهرية، والآخر إرهابي ومتطرف".



وعلى حد قوله: "أمامنا فرصة لتنفيذ سياسة تقوم على تشجيع المعتدلين واستخدام القبضة القوية ضد المتطرفين، وبذلك نؤثّر في مسار التاريخ بين الشعبين". وتطرق أيضاً إلى التهديد الإيراني قائلاً إن انتخاب الرئيس الأميركي باراك أوباما يخلق فرصة لممارسة ضغط دولي على إيران، مضيفاً أن "الحوار معها ليس أمراً سلبياً بالضرورة".



وعلى الرغم من كل شيء، يعتقد يادلين أن العام المقبل ستتخلله تحذيرات أمنية غير قليلة. وسيكون من الضروري بعد الانتخابات التي ستجري في إسرائيل ودول أخرى في المنطقة، خلال سنة 2009، اتخاذ قرارات صعبة بشأن البرنامج النووي الإيراني، والأزمة الاقتصادية، والمحور الراديكالي الذي لا يعترف بإسرائيل. وفي تلميح إلى المستقبل قال يادلين: "كان هناك أوقات اعتقد كثيرون فيها أن الزمن يعمل لمصلحتنا، وأن عدم القيام بأي شيء هو السياسة الأفضل. لكن بحسب تقديري فإن الانتظار من دون القيام بأي شيء لا يخدم مصلحتنا".



وعلى حد قوله فإن احتمال وقوع هجوم عسكري مدبر ضد إسرائيل هو احتمال ضعيف، لكن "إمكان التدهور إلى مواجهة غير مدبرة ليس ضعيفاً. وسيواصل أعداء إسرائيل اختبار حدود التصعيد الذي يمكن أن تتحمله إسرائيل، من خلال القيام بخطوات ليس من شأنها أن تؤدي، بحسب رأيهم، إلى اندلاع مواجهة. وبالتالي، من الممكن أن تقع خلال العام المقبل عمليات منفردة قد تؤدي إلى رد إسرائيلي ثم إلى تصعيد شامل". كما شدد على أن قوة الردع الإسرائيلية لم تضعف، وأنها تقاس بمدى استعداد العدو للتحدي والعمل.