ثمن السياسة الخطأ
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      عندما يشن جيش نظامي مسلح تسليحاً جيداً، ومدرب تدريباً جيداً، حرباً ضد "أسطول حرية" يتألف من سفن مدنية تحمل مدنيين، وأغذية وأدوية، تكون النتائج معروفة سلفاً، ولا يعود مهماً ما إذا كانت المواجهة حققت هدفها ومنعت الأسطول من الوصول إلى غزة. إن المواجهة العنيفة، سواء نجمت عن أداء سيىء أو تخطيط عسكري سيىء، يعود سببها إلى سياسة خطأ، وإلى سوء فهم عميق لدلالات المواجهة وتداعياتها.

·      إن الأضرار السياسية الخطرة والناجمة عن المواجهة، واضحة كل الوضوح. فالعلاقات مع تركيا ستشهد، على الأرجح، مزيداً من التدهور، وربما ستلحق بها أضرار خطرة على المستوى الرسمي. كما أن المحادثات غير المباشرة مع الفلسطينيين، والتي بدأت بداية عرجاء وبتوقعات منخفضة، ستواجه صعوبات في الاستمرار بعد أن هاجمت إسرائيل قافلة سفن كانت تهدف إلى مساعدة سكان غزة الذين يرزحون تحت الحصار منذ أربعة أعوام. وقد حظيت "حماس" بنصر باهر من دون أن تضطر إلى إطلاق صاروخ واحد، في حين تتعرض مصر لضغوط هائلة من أجل فتح معبر رفح، ويجوز الافتراض أن أوروبا والولايات المتحدة لن تكتفيا بتوبيخ إسرائيل.

·      إن هذه التطورات لا تنطوي على أي مفاجأة، وما كان ينبغي لها أن تفاجئ أصحاب القرار في القدس، غير أنه يبدو أن أحداً لم يستطع مقاومة إغراء إظهار قوة الجيش الإسرائيلي. والمسألة في واقع الأمر ليست "من سينتصر" في هذه المواجهة، لكن من سيكسب نقاطاً وشرعية وتفهماً لدى الرأي العام. وفي هذا الاختبار، فإن حكومة بنيامين نتنياهو فشلت فشلاً تاماً. إن إسرائيل التي تحولت سياسة المحافظة على الحصار المفروض على قطاع غزة إلى مسألة وجودية في نظرها، قد فقدت شرعيتها الدولية بسبب هذه السياسة.

إن إهمال أصحاب القرار يهدد أمن الإسرائيليين ومكانة إسرائيل في العالم، وعلى شخص ما أن يتحمل مسؤولية هذا الفشل المخزي.