· ثمة جدل يدور في الآونة الأخيرة داخل الأوساط المقربة من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بشأن الخطاب الذي سيلقيه الأحد المقبل، والذي سيتضمن فحوى خطته السياسية رداً على خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما.
· إن هذا الجدل يتمحور حول مقاربتين: الأولى تحثّ نتنياهو على عدم الرضوخ لضغوط الإدارة الأميركية والتمسك بمواقفه، وفي صلبها معارضة إقامة دولة فلسطينية، ومعارضة تجميد البناء في المستوطنات. ويؤكد أصحاب هذه المقاربة أن خصوم نتنياهو سيقدّرون صموده في نهاية الأمر.
· أمّا المقاربة الثانية فتدعوه إلى قبول خطة خريطة الطريق التي تنطوي على فكرة الدولتين، وإلى الاستمرار بعد ذلك فيما فعله أسلافه الذين لم يوقفوا البناء في المناطق [المحتلة] قط.
· علاوة على ذلك، يؤكد موظفون رفيعو المستوى في المؤسسة الحاكمة الإسرائيلية أن الطرف العربي والفلسطينيين سيرفضان، أصلاً، أي فكرة بشأن انسحاب إسرائيلي جزئي من المناطق [المحتلة]، وعندها ستفشل مبادرة أوباما.
· مهما يكن، فإن نتنياهو يدرك أن عليه التفكير لا بالخطاب نفسه فحسب، بل أيضاً بما سيحمله الغد، إذ إن الأميركيين سيستمرون في مطالبته بوقف أعمال البناء في المستوطنات كلها فوراً، وبإزالة حواجز عسكرية في الضفة الغربية، وبفتح معابر قطاع غزة.
وفي هذه الأثناء، يواصل رئيس الدولة الإسرائيلية شمعون بيرس، ووزير الدفاع إيهود باراك، الضغط على نتنياهو كي يتكلم بوضوح على مبدأ الدولتين. وعلى ما يبدو، فإن كليهما راغب في أن يوافق على هذا المبدأ، وأن يجمد البناء في مستوطنات يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، بصورة موقتة، وأن يستجيب لدعوة إجراء مفاوضات سريعة بشأن إقامة دولة فلسطينية ذات حدود موقتة.