اتفاق أوسلو لم يغير الوضع القائم وإنما أدى إلى تفاقمه
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·       ليس في إمكان الاحتفالات الكبيرة بذكرى مرور عشرة أعوام على إنشاء "مركز بيرس للسلام" في يافا، أن يطمس حقيقة أن معسكر السلام الإسرائيلي لم يبق منه إلا فلول قليلة العدد. ولدى إخضاع عملية أوسلو للاختبار، آخذين بالاعتبار الوقت الذي انقضى، يتبين أن ضرراً كبيراً نجم عنها. فبدلاً من أن يؤدي اتفاق أوسلو إلى تغيير الوضع القائم،  أصبح هذا الاتفاق ركناً أساسياً في نظام الاحتلال الإسرائيلي، الذي بات نظاماً ثابتاً.

·       إن اتفاق أوسلو هو الأساس القانوني، الذي تمّ بموجبه تقسيم الضفة الغربية إلى كانتونات، ومكّن إسرائيل من السيطرة المباشرة على 60 بالمئة من الأراضي (المنطقة ج). كما أنه كان الأساس الدستوري لقيام سلطة فلسطينية افتراضية وتكريسها.

·       لا نصادف في نشاط مركز بيرس جهداً خاصاً لتغيير الوضع القائم السياسي والاقتصادي ـ الاجتماعي في المناطق المحتلة، بل على العكس تُبذل جهود من أجل تدجين السكان الفلسطينيين، ودفعهم إلى الموافقة على دونيتهم، وإلى التكيف مع الأوضاع التعسفية القاهرة، التي تفرضها إسرائيل عليهم، من أجل ضمان الاستعلاء العرقي اليهودي.

·       إن مؤيدي اتفاق أوسلو في إسرائيل يكررون دائماً أن مساهمته الأساسية، وربما الثورية، ليست كامنة في "اتفاق المبادئ"، وإنما في الاعتراف المتبادل بين الحركة الوطنية الفلسطينية ودولة إسرائيل. غير أن هؤلاء يتناسون أن هذا الاعتراف المتبادل، الذي حوّل الفلسطينيين من كيان "إرهابي" إلى كيان شرعي في نظر الإسرائيليين، اندثر تحت وطأة العمليات الانتحارية، وعقب انتفاضة الأقصى العنيفة، وعاد الحال إلى ما كان عليه قبل أوسلو.