العملية العسكرية الإسرائيلية في السودان تبدو منطقية عقب قصف المفاعل النووي السوري
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·      إذا ما تبين أن قصة قيام إسرائيل، خلال عملية "الرصاص المسبوك" في غزة، بقصف قافلة حافلات في السودان كانت محملة بالأسلحة والعتاد العسكري الإيراني من أجل تهريبها إلى "حماس"، والتي أذاعتها شبكة التلفزة الأميركية "سي. بي. إس"، هي قصة صحيحة، فإنها تبدو أشبه بأفلام جيمس بوند.

·      لعل الأمر المثير للغاية في هذه القصة هو قيام إسرائيل بشن هجمات على دولة معادية بعيدة جداً عن حدودها، من دون أن يتكشف الأمر حتى بعد مرور فترة طويلة نسبياً. إن ما يتعين قوله عملياً هو أن هذه العملية العسكرية الإسرائيلية تبدو منطقية، عقب قيام سلاح الجو الإسرائيلي بعملية سرية ضد المفاعل النووي في سورية [في أيلول/ سبتمبر 2007].

·      إن ما يمكن ملاحظته هو أن هناك شبهاً كبيراً بين الحادثتين فيما يتعلق بالتخطيط والجرأة. وعلى ما يبدو، فإن ما يقف وراءهما هو قرار سياسي معقد من جانب وزير الدفاع، وقرار عملاني شجاع من جانب رئيس هيئة الأركان العامة. كما أنهما تنطويان على قدرات استخبارية خارقة لدى شعبة الاستخبارات العسكرية والموساد، وعلى قدرات مهنية كبيرة لدى سلاح الجو.

·      لكن لا بُد من أن يكون هناك سبب دراماتيكي كي تقوم إسرائيل بمهاجمة دولة ذات سيادة ونائية، عبر المجازفة برجال الاستخبارات وسلاح الجو. قد يكون هذا السبب، مثلاً، عائداً إلى كون قافلة الحافلات [التي تعرضت للقصف] تحمل وسائل قتالية كان من شأنها أن تغير سير عملية "الرصاص المسبوك". إن ما تجدر الإشارة إليه هنا هو أن الإيرانيين هددوا، في ذلك الوقت، بتزويد "حماس" بصواريخ يبلغ مداها سبعين كيلومتراً، في إمكانها أن تطلقها على تل أبيب. ولا شك في أن تهريب صواريخ كهذه يشكل سبباً وجيهاً، من ناحية إسرائيل، للقيام بهذه العملية.

·      سواء أقامت إسرائيل بهذا الهجوم أم لم تقم به، فمن المعروف أن السودان هو إحدى الدول، التي يتم عبرها تهريب الأسلحة من إيران إلى سيناء، ومن ثم إلى غزة. إن مسار عمليات التهريب يبدأ في إيران ويمر في اليمن والصومال والسودان ومصر، ويصل إلى قطاع غزة عبر صحراء سيناء.