ممارسات الجنود الإسرائيليين في غزة ـ نتيجة حتمية لأوامر قادة إسرائيل
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      لا شك في أن الجيش الإسرائيلي يعرف جيداً ماذا فعل جنوده في غزة، كما أنه لم يعد منذ فترة طويلة الجيش الأكثر أخلاقية في العالم، كما يدعي كثيرون. وعلى الرغم من ذلك، فإنه لن يحقق، بصورة جادة، في الممارسات التي كشفت شهادات الجنود الإسرائيليين المنشورة في "هآرتس" النقاب عنها.

·      إن ممارسات الجنود هي نتيجة حتمية للأوامر التي صدرت بشأن الحرب الوحشية على غزة. كما أنها استمرار طبيعي لما حدث على مدار الأعوام التسعة الفائتة، والتي قام الجنود الإسرائيليون خلالها بقتل نحو خمسة آلاف فلسطيني، نصفهم من السكان المدنيين العزل، ونحو ألف منهم أطفال وفتيان.

·      ومن أجل ممارسة مثل هذه الأعمال، فقد جرى تدريب الجنود الإسرائيليين على الاعتقاد أن حياة الفلسطينيين وأملاكهم لا قيمة لها مطلقاً. كما أن هذا الأمر هو، في الوقت نفسه، نتيجة عملية شيطنة مستمرة منذ عشرات الأعوام في ظل الاحتلال، وجرى تصويرهم على أنهم ليسوا بشراً.

·      علاوة على ذلك، أحجم الجيش الإسرائيلي، حتى الآن، عن إجراء تحقيق في آلاف حوادث القتل، التي تعرض الفلسطينيون لها. إن الرسالة المترتبة على ذلك بالنسبة إلى الجنود هي أن في إمكانهم أن يقتلوا الفلسطينيين من دون أي وازع من ضمير.

·      إن الممارسات التي وصفها الجنود الإسرائيليون [من خلال الشهادات المنشورة في "هآرتس"]، هي جرائم حرب يجب تقديم المسؤولين عنها إلى المحاكمة. غير أن ما سيحدث هو بضعة "تحقيقات داخلية" قام بها جيش أقدم على قتل ألف وخمسمئة شخص، وعلى إبقاء مئة ألف شخص من دون مأوى خلال 25 يوماً.