عملية "الرصاص المسبوك" أضفت الشرعية على "حماس"
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      شنّت حكومة إيهود أولمرت، المنتهية ولايتها، ثلاث عمليات حربية خلال ولايتها التي استمرت ثلاثة أعوام. وهي: حرب لبنان الثانية [في صيف سنة 2006]؛ مهاجمة المفاعل النووي السوري [في أيلول/ سبتمبر 2007]؛ عملية "الرصاص المسبوك" في غزة [كانون الأول/ ديسمبر 2008 - كانون الثاني/ يناير 2009].

·      وقد أثارت العملية الثالثة ردة الفعل الدولية الأكثر حدة، وذلك لسببين: الأول ـ أنها كانت غير متناسبة مقارنة بعدد الضحايا الإسرائيليين الذين سقطوا بسبب إطلاق الصواريخ الفلسطينية؛ الثاني ـ أن ضحاياها في غزة هم فلسطينيون يعانون المأساة منذ سنة 1948، ويحظون بتأييد العالم كله أكثر من [الرئيس السوري] بشار الأسد و [الأمين العام لحزب الله] حسن نصر الله.

·      في الوقت نفسه، فإن العملية العسكرية في غزة ألحقت أضراراً سياسية بإسرائيل. فقد تضررت العلاقات مع تركيا، وأدت إلى وقف المحادثات غير المباشرة مع سورية بوساطة تركيا، كما أن مصر شعرت بالإهانة جراء الطريقة التي عرقل أولمرت بواسطتها اتفاق التهدئة [مع "حماس"]، وقامت بوليفيا وفنزويلا بقطع علاقاتهما الدبلوماسية مع إسرائيل.

·      غير أن الضرر الرئيسي يكمن في إضفاء الشرعية على "حماس"، باعتبارها السلطة الحاكمة في غزة، وفي الحث المتزايد [من قبل عدة أطراف] على إجراء "محادثات مصالحة" [وطنية فلسطينية] من شأنها أن تعيد "حماس" إلى القيادة الفلسطينية. لقد رغبت إسرائيل في أن تعزل "حماس" وتقوّض سلطتها، غير أنها الآن تتعرض لضغوط من أجل فتح المعابر إلى غزة، ووقف الحصار.

·      علاوة على ذلك كله، فإن أول زيارة ستقوم بها وزيرة الخارجية الأميركية الجديدة، هيلاري كلينتون، للمنطقة، ستركز على تقديم المساعدات إلى الفلسطينيين في غزة، باعتبارهم ضحايا عملية "الرصاص المسبوك"، بدلاً من التركيز على كبح الخطر الإيراني [النووي]. وقد يكون هذا هو الضرر الأكبر لتلك العملية.