من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· إن سقوط ثلاثة صواريخ فلسطينية، نهار أمس، في المستوطنات المحاذية لقطاع غزة، أعاد إلى الأذهان أن إسرائيل ما زالت بعيدة عن تحقيق الهدف الرئيسي الذي شنت عملية "الرصاص المسبوك"، قبل شهرين بالتمام والكمال [في 27 كانون الأول/ ديسمبر 2008]، من أجله. فعلى الرغم من مرور أربعين يوماً على انتهاء تلك العملية [في 17 كانون الثاني/ يناير 2009]، لم يتم "فرض واقع أمني جديد" في منطقة الحدود مع القطاع.
· إن الجدل بشأن نتائج عملية "الرصاص المسبوك" يتركز، في نهاية المطاف، على المصطلح الغامض وغير القابل للتعريف، وهو الردع. ففي حال نجاح إسرائيل في أن ترسي الردع في إطار تسوية معينة أو ترتيب محدد (المقصود هو الوصول إلى واقع مستقر من دون اتفاق)، يمنع إطلاق الصواريخ على منطقة النقب فترة طويلة، فستُعتبر العملية المذكورة ناجحة في وعي الرأي العام العريض. لكن في حال فشل ذلك كله، فإنها ستُعتبر جولة أخرى ليست ناجحة، في نطاق حرب طويلة ومستمرة ضد غزة.
· إن هذا الواقع يُعتبر، من ناحية الجيش الإسرائيلي، محبطاً للغاية. فقد خرج الجيش من غزة يتملكه الشعور بأنه نجح في امتحان ترميم قدرته الواهنة، التي انعكست خلال حرب لبنان الثانية في صيف سنة 2006. لكن، وكما هي الحال دائماً، يمكن أن نحمّل السياسيين المسؤولية عن الشعور بالإحباط، إذ إن الجيش وفر الإنجازات في ساحة القتال، غير أن الحكومة لا تعرف كيف تترجمها إلى إنجاز سياسي ملزم.
· يقوم الجيش الإسرائيلي في هذه الأيام، بإجمال التحقيقات التي أجراها بشأن أدائه في غزة. وتشير هذه التحقيقات، في معظمها، إلى تحسن كبير في هذا الأداء. مع ذلك لا بُد من تسجيل ملاحظتين: الأولى ـ أن الجولة الحربية المقبلة، سواء حدثت في غزة أو في لبنان، ستكون أصعب كثيراً، إذ إن "حماس" أيضاً تستخلص العبر من أخطائها. الثانية ـ ما زال الجيش الإسرائيلي يحجم عن مناقشة المشكلات الأخلاقية الحادة، التي ترتبت على القتال في مناطق آهلة بكثافة سكانية عالية، وما تسبب به ذلك من قتل ودمار هائلين لحقا بالسكان المدنيين والبيوت. وما دام الجيش يمتنع من تحديد ما هو المسموح والمحظور، فإن هذه الظواهر الخطيرة ستتكرر في المستقبل أيضاً.