· يوجه الفلسطينيون إلى رئيسة حزب كاديما تسيبي ليفني رسالة غير مباشرة فحواها: لا تتجاهلينا، لا تحسبي أننا مغلوبون على أمرنا. وخلال الأسبوع الجاري، "أعلن" أحد المقربين من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أنه إذا لم تنشأ دولة فلسطينية، فسيكون الخيار الوحيد المتبقي هو دولة ثنائية القومية. ويدل التهديد الآخر الذي صدر أمس عن رئيس الفريق الفلسطيني المفاوض أحمد قريع، [الذي صرح بأن الفلسطينيين سيلجأون إلى المقاومة إذا فشلت المفاوضات] على أن الفلسطينيين واقعون تحت ضغط شديد.
· الخشية الكبرى لدى السلطة الفلسطينية، والناجمة عن تجربة طويلة [مع إسرائيل]، هي أن تحاول الحكومة الإسرائيلية الجديدة بدء المفاوضات من البداية. ويضاف إلى هذه الخشية تقدير فحواه أن الحكومة الجديدة، وكي تخاطب الجمهور الإسرائيلي، ستحاول الانعطاف نحو اليمين، وذلك على حساب عملية السلام. هذا ما يجري، كما يقول مسؤولون فلسطينيون كبار، كلما تبدل الحكم في إسرائيل. غير أنهم ليسوا على استعداد هذه المرة، على الرغم من الصعوبات والخلافات في الرأي، للتنازل عن التقدم الذي تم إحرازه، وللعودة إلى نقطة البداية مرة أخرى.
· على الرغم من أن أحداً في السلطة الفلسطينية لم يتنصل من الأقوال التي أدلى بها قريع، فقد بُذلت محاولات للتقليل من أهميتها. وفضّلت مصادر فلسطينية تجاهل حقيقة أن قريع ذكر صراحة أن "المقاومة، بأشكالها كلها، هي شرعية"، وادعت أن هناك طرقاً عدة لمكافحة الجمود السياسي. إن الأقوال التي صرح بها قريع أمس لا تشكل جديداً يمكن اعتباره جذرياً، فهي موجودة في البرنامج السياسي لمحمود عباس الذي طرحه عشية انتخابه للرئاسة. إن الفلسطينيين لم يتنازلوا بصورة رسمية عن المقاومة إطلاقاً.