من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· إن نظام العقوبات الذي فرضته الأمم المتحدة على إيران قد انهار. هذا هو الاستنتاج الوحيد الذي يمكن للمرء أن يستخلصه من إعلان روسيا في مطلع الأسبوع الجاري أنها لم تعد على استعداد لدعم مشروع قرار الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، القاضي بفرض مجموعة جديدة من العقوبات، هي الرابعة من نوعها، ضد ايران. إن موسكو، بقرارها هذا، تصدر حكماً بالموت السريري على الجهد الدبلوماسي الدولي المشترك، والذي ربما يكون الأخير، لكبح الجهد الإيراني للحصول على سلاح نووي.
· إن العقوبات المفروضة منذ أقل من عامين لم تكن شديدة، لأنها كانت نتيجة حل وسط بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والصين، إلا إنها عبرت عن موقف أخلاقي من جانب المجتمع الدولي فحواه أنها لن تسلم بسياسة إيران النووية.
· تستغل روسيا الآن الضعف الذي اعترى الولايات المتحدة بسبب الحرب في العراق، والانتخابات الرئاسية، والأزمة الاقتصادية الحادة. وهي بذلك تعزز النظام الإيراني وتلمح إليه بأن الموقف المشترك الذي كانت الأسرة الدولية تتبناه لم يعد قائماً.
· الآن، وبفضل دعم موسكو، يمكن للرئيس الإيراني وراعيه القائد الأعلى علي خامنئي، أن يتنفسا الصعداء وأن يشعرا بأن الضغط الدولي عليهما آخذ في الانحسار، الأمر الذي سيساعدهما في صد الانتقادات الموجهة إليهما من الداخل.
· هذا كله يحدث في مفصل زمني حرج، في الوقت الذي تقترب إيران بسرعة ـ بحسب تقدير رئيس قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية العميد يوسي بايداتس ـ من امتلاك القدرة على إنتاج قنبلتها النووية الأولى. لقد باتت إيران على مسافة قصيرة، تقاس ببضعة أشهر، من "العتبة النووية".
· بعد أن أخفقت محاولات وكالات الاستخبارات الإسرائيلية والغربية في إحباط برنامج إيران النووي، علقت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، وإسرائيل في الدرجة الأولى، آمالها على العقوبات. وكانت تأمل بإرغام إيران على أن تدرك أن من الأفضل لها الاستجابة لمطالبات مجلس الأمن تعليق تخصيب اليورانيوم، لكن هذا الأمل تبدد الآن.
· ونظراً إلى أن هناك شكاً كبيراً فيما إذا كانت الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة (أكانت جمهورية أو ديمقراطية) ستملك الشجاعة لتوجيه ضربة عسكرية ضد إيران، فإن إسرائيل ـ الغارقة في أزمة سياسية عميقة وتتهددها أزمة اقتصادية ـ تقف الآن أمام واحدة من أخطر المعضلات، إن لم تكن المعضلة الأخطر، التي تواجهها في تاريخها. وسيتعين على الحكومة الجديدة التي ستؤلفها تسيبي ليفني أن تتخذ القرار الحاسم التالي: هل توجه ضربة عسكرية، مهما تكن محدودة، إلى المنشآت النووية الإيرانية كي تربك تطوير السلاح النووي وتعرقله بضعة أعوام، مع ما سيترتب على الرد الإيراني من ثمن باهظ، أم هل تسلم بحقيقة أن عصر الاحتكار النووي الإسرائيلي في الشرق الأوسط قد انتهى، فتقوم بدور الشاهد المتفرج على سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط؟.