من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· خلال الأعوام السبعة الأولى من إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش جرى تفويت فرصة سياسية في الشرق الأوسط. فقبل عام تقريباً أدرك بوش، على ما يبدو، أن هناك بارقة أمل [للتسوية] بين إسرائيل والفلسطينيين، وأن هذا الأمل ربما سيصبح الميراث الإيجابي الوحيد لإدارته الفاشلة. وفي تشرين الثاني/ نوفمبر الفائت أسس عملية أنابوليس التي كان من المفترض أن تؤدي إلى اتفاق دائم خلال عام. غير أن الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني لم يحسنا استغلالها، وبعد عشرة أشهر وجدا أنفسهما أمام طريق مسدود.
· في 9 كانون الثاني/ يناير، ستنتهي ولاية الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وحتى إذا وُجدت سلطة قضائية يمكن أن تقرر أن في وسعه التمديد عاماً آخر، فإن من شأنه أن يفقد الشرعية للاستمرار. ومن دون تحقيق اتفاق سياسي ذي شأن، من المحتمل جداً أن يدخل تاريخ الشعب الفلسطيني باعتباره زعيماً ضعيفاً خسر قطاع غزة لمصلحة حركة "حماس"، وفشل في نضاله من أجل إقامة دولة فلسطينية عن طريق التسوية السياسية بدلاً من الإرهاب. أما إيهود أولمرت فمتّهم رسمياً بالفساد، وبعد بضعة أيام سيصبح رئيساً لحكومة انتقالية، وأي قرار سياسي سيتخذه سيصطبغ بلون الاتهامات الموجهة ضده. والرئيس بوش يوشك أن ينهي مهمات منصبه من دون أن يحقق أي شيء.
· لا يزال هناك الأمل الذي يحمله خريف سنة 2008. فانتخاب تسيبي ليفني في الانتخابات التمهيدية لحزب كاديما يمكن أن يؤدي إلى تشكيل حكومة جديدة تستطيع مواصلة المفاوضات الحالية، على أن يتم ذلك، هذه المرة، عبر مفاوضات ماراثونية تشمل الموضوعات المدرجة كلها في جدول الأعمال، إلى أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق كامل يصار إلى تطبيقه وفقاً للقدرة على تطبيقه ميدانياً.
· في موازاة ذلك، يجب إجراء مفاوضات بشأن مبادئ الحل، ويمكن لهذه أن تستمد مضمونها من المفاوضات التفصيلية. وأعتقد أن من الممكن التوصل إلى اتفاق المبادئ في ذكرى مرور عام على مؤتمر أنابوليس. وستقوم مبادئ الحل على الموافقة على إقامة دولة فلسطينية تستند الحدود بينها وبين إسرائيل إلى حدود سنة 1949 مع تعديلات متبادلة، علاوة على حل موضوع اللاجئين عن طريق عودتهم إلى دولتهم الجديدة، ومنحهم تعويضات عن أملاكهم ومعاناتهم، واستيعابهم في الدول الراغبة في استضافتهم، مع مشاركة إسرائيل في تطبيق الحل.
· أما فيما يتعلق بالقدس، فسيوافق الطرفان على أن تكون العاصمتان في المنطقة التي تشكل اليوم المجال البلدي لمدينة القدس، وسيكون للعاصمتين بلدية عليا مشتركة، وسيتم تقاسم السيادة على أساس ديموغرافي ـ الأحياء اليهودية ستصبح أورشليم اليهودية، والأحياء العربية ستصبح القدس، مع إقامة نظام خاص للأماكن المقدسة.
· هذه المبادئ، مقرونة بموافقة أميركية على تمويل الاتفاق وتقديم ضمانات أمنية، ستؤدي إلى إحداث تغيير مهم في الوضع، وتعزيز قوة العناصر البراغماتية في المعسكر الفلسطيني، وتسريع المفاوضات التفصيلية على طريق الاتفاق [الدائم]. وأنا على قناعة بأن هذه المبادئ ستؤيدها أغلبية كبيرة في الحكومة والكنيست، وكذلك أغلبية الشعب إذا ما طُرحت عليه في استفتاء عام.