· إن زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إسرائيل كانت تهدف إلى ترميم العلاقات بين البيت الأبيض والقدس، وإلى تبديد أي شبهات أو سوء تفاهم بين الجانبين، لكننا في ظرف ربع ساعة فقط خسرنا كل شيء، ذلك بأن الشخص الأكثر قرباً إلى [رئيس الحكومة الإسرائيلية] بنيامين نتنياهو في الإدارة الأميركية الحالية، تعرّض هنا للإهانة الإسرائيلية التقليدية [في إثر مصادقة وزارة الداخلية الإسرائيلية على خطة بناء 1600 وحدة سكنية جديدة في القدس الشرقية]. وهي إهانة من الصنف الذي يؤدي إلى أن يعود صاحبها إلى بلده غاضباً وعصبياً ويتملكه شعور عارم بالانتقام.
· لقد تمثلت أول إشارة إلى هذه الخسارة في تأخير بايدن وصوله إلى حفل العشاء الخاص مع نتنياهو، مساء أمس، ساعة ونصف الساعة، يبدو أنه أمضاها في فندقه وهو يجري مشاورات محمومة مع واشنطن. وقد نشر مكتب بايدن في واشنطن شجباً حاداً للقرار الإسرائيلي، وفيما بعد قام المتحدث باسم البيت الأبيض بشجب القرار أيضاً.
· إن المقربين من نتنياهو يؤكدون أن رئيس الحكومة شرح لضيفه الكبير صعوبة السيطرة على عناصر ائتلافه الحكومي كله، بسبب طريقة الانتخابات المتبعة في إسرائيل، وبذا، فإنه يبدو أشبه بالذي أقدم على قتل والديه والتمس الرحمة من المحكمة بحجة أنه "أصبح يتيماً".
· وإزاء ذلك، فإن السؤال المطروح هو: إذا كانت طريقة الانتخابات الحالية إشكالية، فلماذا لا يقوم نتنياهو بالتعاون مع [رئيسة حزب كاديما] تسيبي ليفني على تغييرها؟